أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم الاثنين، أن الاتفاق على خطة وطنية شاملة للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي باتت مطلبًا وطنيًا للخروج من المأزق السياسي للحالة الفلسطينية، ومواجهة مخاطر الاحتلال وتحدياته.
جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمته وكالة "صفا" الإثنين بمقرها في غزة بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والتنموية، وحضور شخصيات اعتبارية ومختصين سياسيين.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة سمير أبو مدللة أن دعوة الأمناء العامين للفصائل الحوار في القاهرة كانت مهمة على الصعيد الوطني، حيث جاءت بعد مجزرة مخيم جنين ووجود حالة شعبية متصاعدة فيها، والتي باتت حاضنةً للمقاومة.
وأوضح أبو مدللة أهمية الاتفاق على خطة استراتيجية نضالية لمواجهة مشروع الاحتلال والضم وشطب المشروع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن ذلك بات مطلبًا وطنيّا في ظل الوضع الفلسطيني الحالي.
وذكر أن الفصائل أكدت خلال الاجتماع على أهمية اعتماد على لغة الحوار بين الفصائل واستمراريتها للوصول إلى تفاهمات، مشددًا على أن الجميع أكد أن منظمة التحرير هي البيت الجامع للكل الفلسطيني، وضرورة إطلاق ملف الحريات، وخطة وطنية للمواجهة.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على لجنة بين الفصائل لمتابعة ما تم التأكيد عليه خلال اجتماع الأمناء العامين، مشيرًا إلى أن نقطة الخلاف كانت حول المقاومة، قائلاً: "الرئيس عباس أكد على المقاومة السلمية، فيما شددت جميع الفصائل على المقاومة الشاملة كخيار ضروري للمواجهة مع الاحتلال".
وأضاف: "إذا لم يكن لنا برنامج مقاومة شاملة وتطبيق قرارات المجلس المركزي بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي فإننا للأسف لا نزال نراوح مكاننا".
وأوضح أبو مدللة أن فلسطين عضو مراقب لدى الأمم المتحدة، متسائلاً: لماذا لا توجد للأسف شكوى رسمية في محكمة الجنايات الدولية رغم وجود جرائم كبيرة يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا؟
وشدد على أهمية إطلاق المعتقلين السياسيين سواء أصحاب الرأي أو المقاومين، مضيفًا: "وهو ما تم التأكيد عليه بلقاء الأمناء المتمثل في إطلاق ملف الحريات".
وأوضح أبو مدللة أن الشرعية بدأت تتآكل لدى الجميع، في ظل عدم وجود انتخابات منذ عام 2006.
وقال: "يوجد غياب في المكونات الرئيسية للحركة الوطنية، مثل حماس والجهاد، وأن حل ذلك يكمن في الدعوة لمجلس مركزي وانضمامها له بما يتناسب مع حجمهما التنظيمي".
وحول خلافة الرئيس عباس، أشار أبو مدللة إلى أن هناك حالة من الصراع قد تنشب لخلافته، حيث يوجد حالة من التخوّف والتحشيد الذي من الممكن أن يلجأ إليه أي قائد يخلفه.
الشأن الإسرائيلي
وأكد أبو مدللة أن السلطة الفلسطينية لا تزال تراهن على الإدارة الأمريكية في وصولها للحل السياسي، موضحًا أن "إسرائيل" لا تزال ترى السلطة ضعيفة، في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال.
وقال: "أمريكا لا تزال تشكل حاضنة دولية للاحتلال، وهو التزام لا محدود مقابل الحفاظ على إسرائيل وأمنها، عدا عن اعتبار أن المدخل للسلام هو التطبيع مع الدول العربية".
ولفت إلى أن حل الدولتين تراجع بشكل كبير، وأن ما هو مطروح هو حل اقتصادي، وهذا ما أكد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤكدًا أن الضغوط المالية التي تمارس في غزة والضفة تهدف لتحويل الصراع مع الاحتلال من سياسي إلى اقتصادي".
أما رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر فقال إن اجتماع الأمناء العامين في مصر أمس انقضى وسط مقاطعة ثلاث فصائل (الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية-القيادة العامة، والصاعقة).
وأوضح أبو قمر أن الاجتماع خرج ببيان ختامي لتشكيل لجنة من الفصائل مهمتها استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية.
وذكر أن الهدف الأساس الذي دعا الرئيس محمود عباس من أجله إلى الاجتماع هو الوصول لاستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة حكومة المستوطنين، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع جاء بعد اجتماع الأمناء العامين في عام 2020 والذي انبثق عنه توصيات ولجان لم تر النور، وكان سبقها اجتماع في 2011.