web site counter

الناتو يضع خططاً لمواجهة أي هجوم روسي

فيلنيوس - صفا

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين، إلى فيلنيوس لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تركّز على الدعم العسكري لأوكرانيا بعد 18 شهرا من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وحطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" عصرا في المطار الدولي للعاصمة الليتوانية آتية من لندن حيث التقى بايدن في وقت سابق الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، نقلا عن فرانس برس.

وقال 3 دبلوماسيين لرويترز، إن الدول الأعضاء في حلف الناتو توصلت، الاثنين، إلى اتفاق حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على أي هجوم روسي، متغلبا على محاولة تركية لعرقلة الاتفاق.

ويشير ذلك إلى تحول كبير، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.

وحاولت تركيا عرقلة الاتفاق على الخطط بسبب مشكلة صياغة تتعلق بمواقع جغرافية مثل قبرص، نقلا عن رويترز.

ولم يشهد الحلف على مدى عقود حاجة إلى خطط دفاعية واسعة النطاق، وخاض حروبا أصغر في أفغانستان والعراق وشعر بالاطمئنان إلى أن روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي لم تعد تشكل تهديدا وجوديا.

ومنذ عام 1945، لم يشهد الحلف حربا أكثر دموية من تلك التي تجري حاليا خارج حدوده في أوكرانيا. ويحذر الآن من أنه يتعين أن يتوافر لديه كل تخطيط قبل وقت طويل من احتمال اندلاع صراع مع خصم مثل موسكو.

ومن خلال تحديد خططه الإقليمية، سيقدم الحلف أيضا إرشادات للدول حول كيفية ترقية قواتها والجوانب اللوجستية.

والحاجة إلى تمويل هذا التحول الأساسي هو أحد الأسباب التي دفعت القادة إلى رفع هدف الإنفاق العسكري للتحالف في فيلنيوس، مما يجعل الهدف الحالي المتمثل في 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هو الحد الأدنى المطلوب.

ويقول مسؤولو الحلف إن تنفيذ الخطط بالكامل سيستغرق بضع سنوات، لكنهم يؤكدون أن الحلف قادر على التوجه إلى أي معركة على الفور إذا لزم الأمر.

وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتبرغ، الاثنين، أن قمة الحلف المقررة غدا ستتخذ قرارا بتوسيع الدعم العسكري لأوكرانيا وجعلها أقرب إلى عضوية الناتو، فيما حذر الكرملين من أن انضمام أوكرانيا للناتو ستكون له تداعيات "سلبية جدا" على الأمن الأوروبي.

وشدد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الليتواني، على أن حلف الناتو سيدافع عن كل إنش من أراضي الدول الأعضاء.

كما أكد أن قمة الحلف ستبحث مسار انضمام أوكرانيا، ولفت إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سينضم إلى اجتماع مجلس الناتو – أوكرانيا.

الكرملين يحذر من "تداعيات سلبية"

يأتي ذلك فيما أعلن الكرملين، الاثنين، أن حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي ستكون له تداعيات "سلبية جدا" على الأمن الأوروبي، وذلك قبيل قمة للحلف تعقد في فيلنيوس هذا الأسبوع.

وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ستكون لعضوية لأوكرانيا في الناتو تداعيات سلبية جدا على الهيكل الأمني برمته في أوروبا". وأضاف أن ذلك سيشكّل أيضاً "خطراً مطلقاً، تهديداً لبلدنا" سيستدعي "ردّاً جدّياً".

ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الليتوانية، اليوم الاثنين، أن المجال الجوي للاتفيا وليتوانيا وإستونيا سيكون متاحا بالكامل أمام النشاط العسكري للحلفاء في حلف الناتو.

ويعتزم وزراء دفاع دول البلطيق التوقيع على إعلان بهذا المضمون على هامش قمة الناتو التي تبدأ في 11 يوليو في فيلنيوس.

وجاء في بيان الوزارة: "تشير الوثيقة إلى أن منح الحلفاء إمكانية استخدام المجال الجوي لدول البلطيق بدون قيود، من أجل تدابير الردع وتعزيز المناوبات والتدريبات واسعة النطاق. السيطرة على سماء دول البلطيق، التي لا تمتلك طيرانا مناسبا لذلك، يتم بواسطة حلفائهم في حلف الناتو".

منذ عام 2004، وعلى أساس التناوب، تتمركز مقاتلات الدول الأعضاء في قاعدة زوكينياي في ليتوانيا. في عام 2014، تم نشر الجزء الثاني من هذه المهمة في قاعدة إماري بإستونيا.

وتسعى ليتوانيا لإعادة النظر في وضع البعثة من دورية إلى قتالية. يسيطر ما يسمى الشرطة الجوية على المجال الجوي فوق دول البلطيق ولا تعتبر مهمة عسكرية، فيما سيكون لمقاتلي التحالف سلطات أخرى حال الحصول على تفويض قتالي. في حالة حدوث أزمة، سيكونون قادرين على المشاركة في الأعمال القتالية، وسيتم دمجهم في خطط الدفاع الليتوانية، نقلا عن وكالة "تاس" الروسية.

ويجتمع قادة دول حلف شمال الأطلسي يومَي الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا من أجل قمة من المتوقع أن يهيمن عليها رد الحلف على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وطلب كييف للانضمام إلى الحلف.

ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام