قال سفير فلسطين في المملكة المتحدة حسام زملط إن قيادة السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتها مع "إسرائيل" وحلفائها، وإعادة التفكير في استراتيجيتها بعد فشل المفاوضات، والعمل على تحقيق العدالة الدولية.
وودعا السفير زملط، خلال مقابلة مع "ميدل إيست آي"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، الفلسطينيين لأن يتحدوا ضد عدو مشترك واحد، هو الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن السلطة "ليس لديها سيطرة تُذكر على الأمن في الضفة الغربية بسبب الإجراءات الإسرائيلية".
وأضاف "لا يمكنك السيطرة على أمنك عندما يكون لديك جيش محتل، يقتحم مدنك في أي وقت وبصورة منتظمة".
وتابع "لا يمكنك السيطرة على الأمن عندما تكون هناك حكومة إسرائيلية عازمة على تقويضك، ليس فقط من الناحية الأمنية، ولكن حتى من الناحية المالية".
وأكد السفير زملط أن اتفاقية أوسلو في التسعينيات "لم تسفر عن أي تراجع للاحتلال"، وأن بناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية تضاعف أربع مرات، منذ ذلك الوقت.
وقال: "لذلك لا توجد طريقة يمكن من خلالها للوضع الحالي أن يوفر ما يستحقه الشعب الفلسطيني ويطالب به، وهو الحماية".
وأضاف "السلطة الفلسطينية ملك للشعب الفلسطيني، وإذا قرر الشعب أنها بحاجة إلى الإصلاح أو إعادة التعريف، فسيحدث ذلك".
غضب وإحباط
ويوم الأربعاء، طرد مشيعون غاضبون قادة في السلطة الفلسطينية وحركة فتح خلال جنازة شهداء العدوان على مخيم جنين بسبب "خيبة الأمل من تقاعسهم خلال العدوان"، وفق الموقع البريطاني.
وقبل ساعات من موكب التشييع، تجمعت حشود من الشبان خارج مقر "المقاطعة" (تجمّع الأجهزة الأمنية) في جنين للاحتجاج، وقام البعض برشق المبنى بالحجارة والزجاجات الفارغة وإطلاق النار في الهواء.
وقال السفير زملط عن ذلك: "هناك، خاصة بين الشباب، نقص في الأمل وانعدام الإحساس بالإمكانيات، هناك يأس وغضب وإحباط شديد".
لكنه استدرك "بينما كان الناس غاضبين، أدركوا أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو أن نلتقي مع بعضنا".
وأضاف "لدينا عدو واحد مشترك، وصراع واحد فقط هو مع المحتل. وكل واحد منا يفهم أنه في حين أن لدينا العديد من الخلافات، في النهاية، يجب أن يكون تركيزنا هناك فقط".
وشهدت الضفة الغربية تصاعدًا في المقاومة المسلحة ضد أهداف إسرائيلية في الأشهر الأخيرة، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تدعم المقاومة المسلحة، قال السفير زملط: "المقاومة المسلحة كانت استراتيجية للحركة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح بزعامة ياسر عرفات لفترة طويلة".
وأكد أن "المقاومة المسلحة ضد احتلال عسكري محارِب مشروعة وفق القانون الدولي".
وذكر أنه "خلال الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، كان جهاز الأمن الفلسطيني هو من يتصدى للجيش الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنه "في الأشهر الأخيرة، قتلت إسرائيل قادة من فتح ومسؤولين أمنيين في السلطة".
وأكد أن "إسرائيل لا تميز بين الفصائل، ولا تحتوي رصاصاتها على شريحة لتمييزها".
ولفت إلى أن "القادة انخرطوا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات في مفاوضات تدار دوليًا سعيًا وراء حل الدولتين".
لكنه شدد على أنه "بالرغم من المحاولات العديدة لإنجاح ذلك، لم تعد هناك أية مفاوضات أو طرق لفرض المساءلة الدولية".
ورأى أن السلطة "بحاجة إلى إعادة تقييم العلاقة بأكملها مع إسرائيل وبعض الحلفاء الرئيسيين لها".
وقال: "لقد جرب الشعب والقيادة كل طريقة للتوصل إلى تسوية سلمية عبر الوساطات الأمريكية، لكن حان الوقت لإعادة التفكير والخروج باستراتيجية جديدة يقبلها شعبنا ومنطقتنا والعالم، والتي ستمنحنا حقوقنا المشروعة".
وأكد "الحاجة لإجراء انتخابات"، لكنه قال إنه لا يمكن إجراؤها دون مشاركة 350 ألف فلسطيني في شرقي القدس المحتلة.
والسفير زملط ولد في مخيم الشابورة للاجئين في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة عام 1973، وعُيّن رئيسًا للبعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة في أكتوبر2018.
وقبل تعيينه في المملكة المتحدة، عمل السفير زملط رئيسًا لمكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أغلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.