web site counter

محللون لـ"صفا": قرارات السلطة عقب اجتياح جنين "رفع عتب"

غزة - أمجد القدرة - صفا

يرى محللون سياسيون أن قرارات السلطة الفلسطينية للرد على العدوان الإسرائيلي المستمر على مخيم جنين بشمالي الضفة الغربية المحتلة "شكلية"، وجاءت لـ"رفع العتب"، في ظل مخاوف من تفجّر الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

وأعلنت السلطة، عقب اجتماع قيادتها أمس في رام الله، قطع جميع الاتصالات مع الاحتلال، وتقنين التواصل مع الإدارة الأمريكية، والاستمرار بوقف التنسيق الأمني، بالإضافة إلى دعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع طارئ لمناقشة العدوان.

وأكدت السلطة حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، وأن مهمتها بمؤسساتها المختلفة هي حماية الشعب الفلسطيني، ووضع جميع إمكاناتها لهذا الغرض، داعية الجميع لتحمل مسؤولياته في هذا المجال.

ويعتقد المحللون السياسيون أن قرارات السلطة جاءت لـ"امتصاص غضب الشارع الفلسطيني"، مشيرين إلى أن "السلطة لا تقوم بواجبها في الدفاع عن شعبنا".

"رفع عتب"

وتقول الناشطة والباحثة السياسية تمارا حداد: "إن قرارات السلطة صدرت أكثر من مرة دون تطبيق على أرض الواقع، وجاءت لامتصاص غضب الفلسطينيين ورفع العتاب في ظل العدوان الإسرائيلي على جنين".

وتضيف، في حديثها لوكالة "صفا"، "السلطة لا تقوم بواجبها ومهمتها توفير الحماية للاحتلال وفق اتفاق أوسلو، ولذلك فإن التنسيق الأمني لن يتوقف".

وترى أن "قرارات السلطة تموت في مهدها؛ لأن القيادة الحالية للسلطة تسعى للحفاظ على مواقعها دون اهتمام بالقضايا الوطنية".

وتعتقد حداد أنه "من غير الممكن للسلطة تقنين علاقاتها مع الولايات الأمريكية بسبب توفيرها امتيازات مالية لقيادة السلطة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية".

وحول قرار التوجه للمحاكم الدولية، تشير إلى أن "السلطة لا تقوم بتوثيق انتهاكات الاحتلال وجرائمه، ولن تقوم برفعها للمحاكم الدولية ولن تستطيع محاكمة إسرائيل".

وتلفت إلى أن "الاحتلال لن يستجيب لهذه القرارات لأنه يعلم أنها إعلامية فقط"، مؤكدةً أن "اجتياح جنين إهانة للسلطة، التي تعيش في حالة ضعف أمام الاحتلال الذي اقتحم مناطق "أ" التابعة لسيطرة السلطة".

امتصاص الغضب

أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد فيقول إن: "السلطة شريك مباشر مع الاحتلال في جرائمه نتيجة تواصل التنسيق الأمني".

ويشير العقاد، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أن الرئيس محمود عباس "أكد أكثر من مرة محاربته للمقاومة ورفضه اندلاع انتفاضة فلسطينية"، معتقدًا أن "السلطة لن تقنن التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية".

ويرى أن "قرار السلطة بالتوجه إلى المحاكم الدولية، امتصاص لغضب الشارع الفلسطيني، إذ إنها عطلت سابقًا تقرير "غولدستون" حول الحرب الإسرائيلية على غزة 2008-2009".

ويبين أن "الاحتلال يريد تهيئة الأجواء لشخصية بديلة عن الرئيس عباس، بعد عجزه عن ممارسة دوره".

"منزوعة القرار"

أما الكاتب والمحلل السياسي ربيع أبو حطب فيقول إن: "الموازنات والنفقات التي تُصرف على السلطة، تهدف لتوفير الأمن للاحتلال، ومن المضحك المبكي أن نسمع عن وقف التنسيق الأمني من هذه السلطة".

ويرى أبو حطب، في حديث مع "صفا"، أن "السلطة منزوعة القرار والإرادة، وأقل من أن تقف أمام الهيمنة الأمريكية، وبالتالي لا تستطيع تقنين التواصل معها".

ويوضح أن "السلطة مصرة على التواصل مع الإدارة الأمريكية رغم عدم حيادتها وشفافيتها بالتعامل مع القضية الفلسطينية".

ويؤكد أنه "في حال قررت السلطة تبني مواقف وطنية حقيقية؛ فستجد الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته واقفًا ومؤيدًا وداعمًا لها"، داعيًا لتشكيل سلطة وطنية قوية تتبني مشروع الحرية وتقرير المصير.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، وسط استمرار الغارات الجوية والتهجير القسري لمئات العائلات من منازلها، وصمود المقاومة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على جنين، وفق آخر إحصائية من وزارة الصحة، عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 20 بحال الخطر.

وفي المقابل، واصلت فصائل المقاومة في جنين تصديها للعدوان، في وقت يخوض مقاتلوها اشتباكات مسلحة عنيفة، على أكثر من محور، وينصبون الكمائن للجنود والآليات بعبوات شديدة الانفجار، كما أسقطوا أربع طائرات مسيّرة.

أ ق/أ ج/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام