أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد مدينة جنين ومخيمها في شمالي الضفة الغربية المحتلة بهدف "القضاء" على المقاومة المتنامية.
واستشهد 10 مواطنين وأصيب العشرات في العدوان المستمر منذ ساعات فجر الإثنين، بحسب وزارة الصحة.
وتصدت المقاومة للعدوان بالرصاص والعبوات الناسفة، وأسقطت طائرتين مُسيرتين لجيش الاحتلال، وأكدت وقوع إصابات بين الجنود.
ويرى مختصون في الشأن السياسي أن القضاء على المقاومة في جنين "محاولة إسرائيلية يائسة ولن تنجح"، متوقعين ألا يطول العدوان أكثر من 48 ساعة كأقصى تقدير في ظل خشية الاحتلال انتقال المعركة لجميع مناطق الضفة وساحات أخرى.
استعراض قوة
المحلل السياسي ورئيس مركز جنين للإعلام عدنان الصباح يعتقد أن ما يجري على الأرض هو استعراض قوة ولاسيما أن الاحتلال دفع بكم كبير من القوات والطاقات والآليات والطائرات لمخيم لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر ويستخدم أدوات مقاومة بدائية.
ويقول الصباح لوكالة "صفا" إن حكومة الاحتلال المتطرفة تهدف من العدوان إإيقاع أكبر قدر من الشهداء والدمار لأخذ صورة لجمهورها وناخبيها بأنها استعادت مكانتها؛ وتوقف الأصوات الناقدة لها على حساب الدم الفلسطيني.
ورغم ذلك، يؤكد الصباح أن المقاومة قادرة على الإمساك بزمام الأمور وحشر الاحتلال في الزاوية، معتبرًا أن "القضاء على المقاومة محاولة يائسة لا يمكن أن تنجح".
ويشير إلى أن الآليات لا تسير إلا بجرافة في المقدمة تحرث الأرصفة بحثا عن العبوات الناسفة لتجنب تكرار السيناريو الذي حدث قبل أسبوعين، حينما جرى إعطاب 7 آليات وإصابة 7 جنود إسرائيليين بتفجير عبوات ناسفة.
ويرجح الصباح انتهاء العدوان خلال 24 -48 ساعة كأقصى تقدير، مضيفًا أن الاحتلال يريد إحداث أكبر قدر ممكن من الأضرار في أقل وقت ممكن.
ويوضح المحلل السياسي أن "الاحتلال لا يريد لهذه العملية أن تطول لأنه لا يضمن إلى أين يمكن أن تصل دائرة اللهب وخشية تحول كل الضفة الغربية إلى جنين".
ويتابع "الخطر الأكبر للاحتلال هو انضمام سائر مدن الضفة للمعركة، وإمكانية اندلاع هبات شعبية وجماهيرية في الداخل المحتل، ثم انضمام قطاع غزة أو جنوب لبنان أو سوريا للمواجهة".
ويؤكد الصباح أن "ما في جعبة المقاومة لصدّ العدوان شعبها وتاريخها الطويل"، لافتًا إلى أن جنين تواجه الاحتلال بشبان ولدوا بعد اجتياح عام 2002 ويقاتلون على نفس الأرض بأدوات أكثر خبرة وحنكة وتجربة.
"هدف مطاطي"
المتابع للشأن الإسرائيلي عمر جعارة يرى أن القضاء على المقاومة هو "هدف مطاطي" لا يمكن أن يتحقق، بدليل أن المقاومة في غزة تطورت رغم الحروب والدمار والقتل.
ويقول جعارة، في حديثه لـ"صفا"، إن ضرب البنية التحتية للمقاومة والعبوات والسلاح، حجة قوية لحكومة الاحتلال التي تهدف بالأساس لتدمير المخيم وتعكير صفو الأمن الاجتماعي السلمي للفلسطينيين، والتضييق على الحياة المدنية الفلسطينية.
ومن ضمن أهداف حكومة الاحتلال- وفق المحلل- القضاء على المعارضة الإسرائيلية التي تتصاعد احتجاجاتها ضد التعديلات القضائية.
ويشير إلى أن الاحتلال نشر خلال عملية "كاسر الأمواج" 26 كتيبة في الضفة الغربية ومع ذلك لم تتوقف المقاومة إنما تصاعدت بشكل أكبر.
ويلفت جعارة إلى أن التقديرات الإسرائيلية لأمد العملية أنها لن تتجاوز 48 ساعة، مشيرًا إلى أن تقارير تتحدث عن أن واشنطن لن تسمح لـ"إسرائيل" بالاستمرار أكثر من 24 ساعة خشية تطور الأحداث.
ويرى أن "الاحتلال لا يريد أن تتوسع بؤرة الأحداث خاصة أنه يحسب ألف حساب للمقاومة في قطاع غزة ومناطق أخرى".