تحوّل المشهد في شوارع الوسط التجاري في مدينة جنين، إلى مشهد حيوي تتصدرهُ بسطات تبيع الكثير من حاجيات العيد، فيما امتلأت رفوف المحال بكل ما هو جديد من بضائع.
لكن الحركة التجارية في جنين لم تكن كالمعتاد كما يقول أغلب التجار، فالحُزن الذي يخيّم على المحافظة بعد ارتقاء العديد من الشهداء وحالة الترقب الدائم من اقتحام جديد للاحتلال قد يحول فرح المدينة إلى ترح من جانب آخر.
حركة تجارية متواضعة
ويقول الشاب عبد الرحمن عثمان من مخيم جنين:" للأسف حالة السوق لا تنم عن وجود استعداد حقيقي للعيد، فحالة السوق كأي يوم عادي تقريباً.. شهداء في الكثير من البيوت في جنين، علاوة على الجرحى والأسرى".
ويضيف الشاب عثمان "هناك حالة ترقب كبيرة بين المواطنين من تهديدات الاحتلال بدخوله لشن عملية عسكرية في جنين، قد تحول العيد والاستعداد له في أية لحظة إلى مشاهد الدماء والتشييع ".
ويرى اسماعيل جوري - صاحب محل لبيع الملابس الرجالية - أنه وعلى الرغم من أن الحركة خجولة نسبياً، إلا أنها أفضل مما توقعها من سوء.
ويعزو جوري السبب لدخول أهالي مناطق الداخل المحتل 48 إلى المدينة، مما ساهم في تحريك الوضع التجاري في المدينة نسبياً.
ويضيف "لكن فيما يتعلق بأهل المدينة فالفرح منقوص، ويخيم عليه الأجواء التي فرضها الاحتلال من اقتحامات دائمة".
فيما يعزو ماهر حنتولي- يبيع النظارات والساعات على بسطة- سبب الحركة الخجولة لارتفاع الأسعار لدى الكثير من المحال التجارية، ولأزمة رواتب ودفع نسب مئوية منها، ما يجعل المواطنين يشترون أهم الحاجات ويبحثون عن أقل الأسعار، فيما الكثير منهم يفاجؤون بالأسعار ويحجمون عن الشراء.
ويرى حنتولي أن 30% فقط ممن بالسوق هم من يتسوقون فقط، فيما الباقين يكتفون بالنظر إلى البضائع، محملا الحكومة مسؤولية انفلات الأسعار لعدم وجود رقابة دائمة على التجار وبضائعهم".
خصوصية العيد في جنين
ويشير الناشط الشبابي تامر سباعنة إلى خصوصية خاصة للعيد في جنين منذ سنوات، نظراً لاستهداف الاحتلال المتتالي لها وفي كل حين.
ويقول "الكثير من المنازل في المحافظة يمر عليها العيد لأول مرة وهي تفقد أحد أبنائها شهداء، وسط تخوف تجدد الحزن بالفقد ثانية".
وثمّن سباعنة حالة الترابط الاجتماعي في المحافظة مستدركًا أنّ ما يخفف تجدد هذا الحزن، قيام الكثير من المواطنين في جنين بالتواصل مع عوائل الشهداء وزيارتهم، وتحول هذه البيوت لمزارات للكثير من المواطنين".
ويشير إلى أن الكثير من المواطنين سيمضون جزءًا من أيام العيد في المستشفى، لوجود أعداد كبيرة من أبنائهم جرحى، علاوة على آخرين مازالوا يعانون الجراح الخطيرة جراء الاقتحام الأخير الذي سبق العيد بعشرة أيام، حيث أصيب خلال ما يقارب مائة مواطن بجراح 7 منهم بجراح خطيرة.
وتقول والدة الشهيد قيس جبارين، إن العيد سيمر قاسياً عليهم هذا العام، "هو الأول الذي سيكون دون قيس الذي ارتقى باجتياح الاحتلال الأخير للمخيم".
وتشير إلى أنها لم تصنع الكعك والمعمول ككل عيد وستستقبل الزائرين بالقهوة فحسب، وما يخفف عنها "أن نجلها نال ما تمنى، وأنه شهيد سيشفع لها، وفخرها بصنيعه وما ترك من سيرة حسنة وجهاد".