بيت أمر تنزف.. تصاعد الفلتان الأمني وانتشار السلاح المشبوه  

الخليل - صفا

تشهد بلدة بيت أمر شمالي الخليل، منذ نحو أسبوع تصاعدًا لحالة الفلتان الأمني التي أودت بحياة شابين على خلفية شجار بين عائلتي اخليل وأبو عياش في البلدة.  

ويشتكي أهالي البلدة من انعدام الأمن، وتخريب الممتلكات العامة والرصاص المتطاير بين المنازل والمتسمر منذ أيام دون انقطاع.  

وقال المواطن رامي زعازيق في حديث لوكالة "صفا": "إنه يتجنب وعائلته الخروج من المنزل خشية الرصاص المتطاير، وحتى داخل المنزل يبقى الخطر قائما في ظل انعدام السلم الأهلي في البلدة".  

وأضاف أن النزاع أثر على الحالة الاجتماعية في البلدة، وتسبب في تفكّك عوائل تجمعها مصاهرات وأنساب بسبب مواقفهم من المشكلة.

وأوضح أن اقتصاد البلدة وأرزاق الناس تضررت إثر الحالة الأمنية في البلدة ومنع التجول، إلى جانب الأذى الأمني والاجتماعي.

وبيّن الزعازيق أن الأهالي وأفراد من الأجهزة الأمنية فتحوا مدارس مخصصة لطلبة الثانوية العامة من كلا العائلتين على حدة، مع توفير إجراءات أمنية مشددة بسبب حالة الفوضى والشغب التي عمت البلدة.

من المسؤول؟! 

وحمّل الناشط السياسي فايز سويطي السلطة الفلسطينية مسؤولية الفلتان الأمني في بيت أمر، موضحاً أن السلطة لديها نحو 70 ألف عنصر مسلح غير قادرين على حماية المواطنين من الاحتلال ومستوطنيه، وعاجزين عن الحفاظ على السلم الأهلي.  

وأضاف أن الجهاز الأمني يقع على عاتقه مسؤولية التعاون مع مجلس عشائر البلدة، في سبيل تطبيق القانون بالتوازي مع ضغط العشائر المعنوي على العائلتين المتنازعتين.

وقال سويطي: "القضاء الفاسد وضعف القانون ساهم تأجيج الأزمة ووصولها إلى مرحلة اللاعودة ".  

وأشار إلى تقصير القوة الوطنية والسياسية في المبادرة لحل الأزمة وإصلاح العائلات المتنازعة، مضيفًا أن الشهيد خضر عدنان حضر بصفته السياسة إلى مدينة الخليل لتقديم مبادرة للإصلاح بين عائلتين متنازعتين، ونحن بحاجة إلى نماذج وطنية مماثلة تؤدي دورها ومسؤولياتها تجاه المجتمع.  

وأكد على ضرورة أن تضع السلطة خطة لضبط الوضع العشائري في مدينة الخليل، ومنع الجريمة، وجمع السلاح المشبوه، واعتقال الخارجين عن القانون ومحاسبتهم.  

وأضاف أن السلم الأهلي آخر القلاع وأقوى ورقة لنا كشعب فلسطيني في وجه الاحتلال، علينا الحفاظ عليها لكي لا تنحرف البوصلة.  

فتنة يغذيها الاحتلال 

وشهدت بلدة بيت أمر في النصف الثاني من العام الماضي تصاعدًا للمقاومة المسلحة، التي نفذت عدة عمليات إطلاف نار استهدفت نقاط عسكرية لجيش الاحتلال والمستوطنات المحيطة بالبلدة.  

وقال عضو اللجنة الشعبية في البلدة يوسف أبو ماريا في حديث لوكالة "صفا": "إن احتدام الصراع القائم على مشكلة صغيرة في ظل تنامي المقاومة المسلحة، أمر ممنهج ومدروس".  

وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى حرف البوصلة من خلال تغذية المشاكل الداخلية بين عائلات البلدة، ودعمها بالأسلحة الحديثة.  

وأوضح أن الاحتلال يحرص على إشعال الفتنة في البلدة لإخراجها من حالة المواجهة مع العدو إلى حالة الاقتتال الداخلي.  

وبيّن أبو ماريا أن حملة السلاح المشبوه معروفين لدى الأجهزة الأمنية، ولكنها لم تتخذ أي إجراء في حقهم ولم تعتقلهم على غرار اعتقالها وملاحقتها للسياسيين.  

وطالب الحكومة والعشائر والقوى الوطنية بالتعاون والعمل الجاد لإعاد أمن البلدة وضبط الخارجين عن القانون ومحاسبتهم، إلى جانب توعية شباب البلدة وعائلاتها لمواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية التي تهدد الوجود الفلسطيني في المنطقة. 

أ ق/س ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة