web site counter

في ظل عمليتي "عيلي" وعبوات جنين

بعد استخدام سلاح الجو.. هل فقد الاحتلال السيطرة على الأرض بالضفة؟

غزة- أكرم الشافعي - خاص صفا

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء أول عملية اغتيال من الجو في الضفة الغربية المحتلة منذ نحو 17 عامًا؛ حيث أطلقت مسيّرة صاروخاً تجاه مركبة قرب جنين ما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن الجيش طالب أمس بالسماح باستئناف عمليات الاغتيال من الجو تجاه خلايا المقاومة "خشية خروج الأمور عن السيطرة و"استعادة قوة الردع".

فهل فقد الجيش الإسرائيلي السيطرة فعلياً على الأرض في الضفة خاصة بعد كمين العبوات في جنين وعملية "عيلي"؟ ولِمَ فضّل سلاح الجو رغم الدفع بعدة ألوية من نخبة جيشه تجاه شمال الضفة؟

إخفاق أمني كبير

المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر يشير خلال حديثه لـ "صفا" إلى أننا أمام تحول سياسي وعسكري مفاده عجز قوات الاحتلال عن التقدم باتجاه مخيم جنين، وسط تخوف من نماذج أخرى لكمين العبوات الذي حصل قبل أيام.

ويقول أبو عامر إن التقدير السائد للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في ظل فشلها في تقدير وجود عبوات ناسفة في جنين والضفة عمومًا؛ يضع فيتو كبير أمام تقدم قوات الجيش بريًا لتنفيذ عمليات اقتحامات واعتقالات هناك.

ويلفت إلى أن هناك تخوف إسرائيلي من وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش؛ مما سيرتد سلبًا على الحكومة الإسرائيلية التي تعاني أصلاً من اتهامات بالفشل في حماية المستوطنين.

ويضيف: "نحن أمام أول عملية اغتيال من الجو في الضفة بعد فترة توقف دامت ما يزيد عن 17 عامًا، وهذا يعني اعتراف إسرائيلي ضمني بأن مخيم جنين وشمال الضفة قد تكون خرجتا عن السيطرة؛ مما سيشكل أنموذجًا لباقي المخيمات والبلدات على طريقة غزة ولبنان؛ وبالتالي استعادة مشاهد القصف من غزة إلى جنين قد تكون قابلة للتكرار".

وينوه الأكاديمي أبو عامر أن التقدير الإسرائيلي يتجه نحو تفعيل البعد الاستخباري للتعرف على ما يخفيه المخيم وشمال الضفة من أسلحة وعبوات من شأنها إعاقة أي قوات برية.

كما يذكر أن الفشل الاستخباري في التعرف على إمكانيات المقاومة شمال الضفة يحمل أيضًا اعترافًا ضمنيًا بنجاح المقاومة هناك وقدرتها على التغلب على الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وهذا إخفاق أمني كبير للأمن الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه اعتراف رسمي بأن المقاومة بالضفة تتطور ضمن خطة متدحرجة انتقلت من إطلاق النار العشوائي وصولاً وليس آخرًا لكابوس العبوات الناسفة.

وفي السياق يحذر أن هذا الأمر يستدعي من المقاومة أن تستلهم تجربة المقاومة في غزة من ناحية استخدام الاحتياطات الأمنية وقدرة تلافي سلاح الجو الإسرائيلي وتلافي الأماكن التي ممكن أن تقصف.

ويكمل: "تجربة وخبرة مقاومة غزة في رصد الطيران والاستطلاع يُمكن الاستفادة منها في الضفة لتجنب مرمى النيران".

أسباب معنوية

ويرى الكاتب والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان أن لجوء الاحتلال لاستخدام المروحيات لقضايا معنوية أكثر منها عملياتية وميدانية لإرضاء المستوطنين وشركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي اليميني.

ويوضح أبو علان أن جيش الاحتلال يحاول من خلال استخدامه لأفضلية الجو استرداد هيبة المؤسسة العسكرية التي تضررت بعد "كمين العبوات" في جنين، فضلاً عن محاولة استرداد قوة الردع التي تراجعت على الأرض.

ويعتبر أبو علان أن استخدام المسيرات والمروحيات في التصدي للمقاومين في الضفة هو بمثابة اعتراف إسرائيلي غير مباشر بتطور قدرات المقاومة وأن اقتحام جنين ونابلس "لم يعد سهلاً كما سبق" وهذا ما صرح به كبار الضباط في جيش الاحتلال.

ويلفت إلى أن ما حصل خلال اقتحام جنين الأخير ووقوع قوات الاقتحام في كمين محكم أعطى مؤشر بأن قواعد الاشتباك تغيرت؛ ما جعل جيش الاحتلال يغير من حساباته.

ويضيف أن هذا الحديث لا يعني وقف اقتحامات الجيش للمدن والبلدات؛ "ولكن ستكون هناك عمليات محسوبة تستخدم فيها كل الأدوات وفق التصريحات الإسرائيلية".

وكان وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف جالانت" بارك عملية الاغتيال وقال: "إنها تأتي في إطار مساعي القضاء على العمليات المسلحة".

وأضاف جالانت: "سننتهج سياسة هجومية وسنبادر للهجوم وسنستخدم الوسائل المتاحة وسندفّع كل مخرب أو من يحرك الارهاب الثمن باهظاً"- على حد زعمه.

المطلوب من المقاومة

ويشير الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي أبو علان إلى أن عملية الاغتيال عبر المسيرات قرب معبر الجلمة غيّرت قواعد اللعبة في الضفة وربما هي رسالة أيضًا للمقاومة بأن استخدام هذا النوع من الأسلحة داخل المخيمات لم يعد محرمًا إسرائيليًا وقد نشهده في قصف أبنية داخل المخيمات والبلدات.

أ ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك