web site counter

سيقام على مساحة 13 دونمًا

في لفتا ودير ياسين.. أكبر حرم جامعي إسرائيلي يطمس ما تبقى منهما

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

على مساحة 13 دونمًا من أراضي قريتي لفتا ودير ياسين المقدسيتين المهجرتين عام 1948، تعتزم بلدية الاحتلال غ بناء أكبر حرم جامعي في "إسرائيل"، للنساء اليهوديات المتدينات و"الحريديات" المتطرفات.

ويأتي هذا المشروع الاستيطاني الجديد، بعدما قدمت كل من وزارتي التعليم العالي والإسكان والاستيطان في حكومة الاحتلال موافقتها ودعمها للمشروع.

ووفق بلدية الاحتلال، فإن المشروع سيتم بناؤه بتكلفة تُقدر بنحو 120 مليون دولار، تم جمع 70 مليونًا منها من تبرعات جمعيات دينية يهودية من التيار الأرثوذكسي المتطرف من الداخل والخارج.

وسيخدم مشروع الحرم الجامعي النساء "الحريديات" المتطرفات، مما يمثل تطبيقًا عمليًا لأفكار وتوجهات الحكومة اليمينية المتطرفة التي بدأت الحرب الدينية الواسعة بحق مدينة القدس، منذ تشكيلها بداية العام الجاري.

وفي المقابل، تتعمد بلدية الاحتلال استهداف المقدسيين في كافة مناحي الحياة، دون تقديم الخدمات الأساسية لهم، وعدم منحهم تراخيص للبناء والتوسع العمراني، ناهيك عن هدم منازلهم وتهجيرهم قسريًا، في محاولة لحسم الوضع الديمغرافي بالمدينة المقدسة.

وقرية لفتا الشاهدة على موروثها الثقافي والحضاري، تعد واحدة من القرى المقدسية التي هدم الاحتلال أكثر من نصف منازلها وهجر أهلها عام 1948، ولا يزال يواصل استهدافها بهدف تحويلها إلى حي استيطاني جديد يضم أبراج شاهقة وفيلات فاخرة.

وأما قرية دير ياسين فكانت تقع على تل يبلغ ارتفاعه 800 متر، وتطل على مشهد واسع من جميع الجهات، اُحتلت عام 48، وهُجر أهلها الفلسطينيين، بعدما ارتكبت العصابات الصهيونية مذبحة بحقهم، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.

ورغم ما تعرضت له القرية، إلا أنها لا تزال إلى يومنا هذا قائمة في معظمها، وقد ضُمت إلى مستشفى الأمراض العقلية الذي أنشئ في موقع القرية.

وتستعمل بعض المنازل التي تقع خارج حدود أراضي المستشفى، لأغراض سكنية أو تجارية، وثمة خارج السياج أشجار الخروب واللوز، وبقايا جذوع أشجار زيتون.

استهداف ممنهج

رئيس هيئة حماية الموروث الثقافي في قرية لفتا يعقوب عودة يقول إن قرار بلدية الاحتلال بناء أكبر حرم جامعي لليهوديات المتدينات على أراضي لفتا ودير ياسين المهجرتين، يهدف إلى زيادة تهويد القريتين وهدم ما تبقى منهما من معالم شاهدة على هويتهما وحضارتهما التاريخية.

ويوضح عودة، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يستهدف القرى المهجرة غربي القدس بشكل ممنهج، ولا سيما لفتا بالمشاريع الاستيطانية، لأجل طمس وشطب ما تبقى من آثار معالم إسلامية عربية شاهدة على النكبة الفلسطينية، فضلًا عن بناء مباني لا تمت بأي صلة للمكان وأهله.

ووفق المشروع الجديد، سيتم بناء مساحة أكاديمية مبتكرة هناك، تشمل خمسة مبانٍ ضخمة لكلية الهندسة وعلوم الحياة والصحة والإدارة ومبنى للمؤتمرات، وبرج للسكن الداخلي للطالبات، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الحفر وإعداد التربة في الموقع الأسبوع المقبل.

ويضيف عودة أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مخططات استيطانية أخرى تستهدف لفتا، مثل المخطط الذي صُودق عليه بتاريخ 25 مايو الماضي، لبناء 20 برجًا على مساحة 219 دونمًا، ربعها تقع في أراضي لفتا المحتلة عام 1967.

وأراضي لفتا تمتد من قرية قالونيا غربي القدس حتى سفح جبل الزيتون شرقًا، وما بقي من أراضيها عام 48، يبلغ 12 ألف دونم، وكان عدد سكانها 3 آلاف نسمة يقطنون في 550 منزلًا بعضها ما زال قائمًا حتى اليوم.

طمس ما تبقى

ويؤكد عودة أن الاحتلال يعمل على تغيير ديمغرافي كبير داخل القدس، وإلغاء ومسح الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عامي 1948-1967، بالإضافة إلى مسح هوية القرى المهجرة، تمهيدًا لخلق أغلبية يهودية في المدينة المقدسة.

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال نشرت قبل أسبوعين، مخططًا استيطانيًا لبناء 10 مباني على أراضي لفتا المحتلة عام 67، في أرض السمار شمال حي الشيخ جراح، ويقضي ببناء 500 وحدة استيطانية على أرض مساحتها 29 دونمًا جرى الاستيلاء عليها.

ويحذر عودة من خطورة بناء أكبر حرم جامعي على أراضي لفتا ودير ياسين، كونه يطمس المزيد من معالمهما التاريخية وهويتهما، وكذلك هدم ما تبقى من بيوت ومباني عربية.

أ ك/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام