لقي والي إقليم غرب دارفور خميس عبد الله أبكر مصرعه برصاص مسلحين ما خلّف ردود أفعال واسعة في السودان وسط مطالبات بالتحقيق في ملابسات الجريمة.
وأفاد موقع "دارفور 24" المحلي بأن "أنباء تتحدث عن مقتل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر بعد اعتقاله اليوم بواسطة قوة من الدعم السريع بمدينة الجنينة".
وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاعتقال أبكر بواسطة قوات ترتدي زي "الدعم السريع"، قبل أن تنتشر بعدها مقاطع أخرى تظهر مقتله على يد مسلحين، بينما لم يتسن للأناضول التأكد من صحة المقاطع المنشورة.
اتهامات متبادلة
واتهم الجيش السوداني قوات "الدعم السريع" باغتيال والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، في تطور أثار إدانات قوى محلية عديدة بموازاة دعوات إلى إجراء تحقيق.
وقال الجيش، مساء الأربعاء: "تدين القوات المسلحة بأشد عبارات الاستهجان التصرف الغادر الذي قامت به مليشيا الدعم السريع المتمردة اليوم، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، لتضيف بهذا التصرف الوحشي فصلا جديدا لسجل جرائمها".
ولفت بيان الجيش إلى أن أبكر رئيس حركة التحالف السوداني "هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا للسلام (أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، وتبوأ منصبه بموجب الاتفاق ولا علاقة له بمجريات الصراع بين القوات المسلحة والمتمردين (يقصد الدعم السريع)".
من جانبها نفت قوات "الدعم السريع"، في بيان الخميس، مسؤوليتها عن اغتيال خميس أبكر.
وأضافت: "إذ ندين هذا التطور الخطير في الصراع بين المكونات القبلية في غرب دارفور، نوجه أصابع الاتهام وبشكل مباشر إلى استخبارات القوات الانقلابية (تقصد الجيش) بالتورط في إشعال الحرب القبلية في الولاية وتغذية القتال بتسليح القبائل، ما أدى إلى اشتداد فتيل الأزمة على نحو متسارع".
وبشأن ملابسات مقتل الوالي، قالت إن "متفلتين من إحدى المكونات القبلية داهمت مقر إقامته (أبكر)، وقد طلب الوالي الحماية من قوات الدعم السريع، حيث تحركت على الفور قوة تابعة لقواتنا وقامت بتخليصه من قبضة المتفلتين وإحضاره لمقر حكومي" .
واستدركت: "بالرغم من محاولات حماية الوالي كما هو موثق في أحد مقاطع الفيديو المنشورة، إلا أن المتفلتين داهموا المكان بأعداد كبيرة ودارت اشتباكات مع القوة المتواجدة في المقر، مما أدى لخروج الأوضاع عن السيطرة واختطاف الوالي واغتياله".
إدانات ومطالبات بالتحقيق
وفي السياق قالت قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا) في بيان: "ندين بأشد العبارات مقتل والي غرب دارفور رئيس التحالف السوداني خميس عبد الله أبكر".
وأضاف البيان أن هذا الحادث "يستوجب الوفاء لروح الشهيد خميس أبكر بإنهاء فوري للصراع الذي يهدد السلم والأمن في البلاد والإقليم".
وتابع: "لابد من اتخاذ تدابير استثنائية في ولاية غرب دارفور عبر إيفاد بعثة إقليمية ودولية مناط بها حماية المدنيين في الولاية".
بدوره، حمل الحزب الشيوعي (أحد أبرز الأحزاب السودانية)، في بيان، مسؤولية افتعال الحرب لكل من قادة الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيان الحزب: "يتحمل الطرفان تداعيات الحرب من جرائم قتل ونهب واغتصاب وتردي الأحوال المعيشية والصحية لسكان العاصمة ودارفور".
من جانبه، قال حزب المؤتمر السوداني أحد أبرز مكونات إعلان الحرية والتغيير: "ندين السلوك الإجرامي الذي أودى بحياة والي غرب دارفور، ونطالب بتحقيق مستقل للكشف عن مرتكبي جرائم القتل وكافة الانتهاكات في الجنينة وكل أنحاء السودان، ومحاسبتهم" .
من ناحيته، نعى رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، في بيان، والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر.
وجاء في البيان: "آن الأون لإنهاء الحرب العبثية، ووقف المعاناة التي يعيشها شعبنا والإبادة التي تجري في السودان عامة ودارفور على وجه الخصوص".
من جانبها، قالت نقابة الصحفيين السودانيين في بيان: "ندين بأشد العبارات الفظائع التي ارتكبتها المليشيات المسلحة المدعومة من قوات الدعم السريع ضد المدنيين في مدينة الجنينة، وكان آخرها مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر".
ودعت النقابة إلى إجراء تحقيق عادل وشفاف يُقدَّم بموجبه الذين يثبت اشتراكهم في هذه الجرائم الفظيعة إلى العدالة.
وتأتي الأنباء عن مقتل والي غرب دارفور في ظل اشتداد الاشتباكات المسلحة في الجنينة منذ أيام، بعدما تحولت إلى ما يشبه "مدينة أشباح" جراء القتال المتواصل"، بحسب شهود عيان ونقابة أطباء السودان
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى نحو 2.2 مليون نازح في إحدى أفقر دول العالم.