تسود حالة من الترقب وعدم الاستقرار في الأسواق العالمية للعملات والمعادن، لاسيما أسعار معدن الذهب والدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ومؤشر أسعار المنتجين ومخزون النفط الأمريكي الخام وقرار الفائدة، بالإضافة لتقرير لجنة السوق المفتوح الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية .
وانخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية في تداول الأمس، ليغلق مؤشر الدولار على خسائر يومية، فيما عاد مقابل الشيكل الإسرائيلي وبقوة بعد عدة تصريحات إسرائيلية رسمية تتعلق بتعيين اللجنة البرلمانية التي ستشرف على اختيار قضاة المحكمة المركزية.
وعزا المحلل المختص في الشأن الاقتصادي عصام الحناوي هذا الانخفاض للدولار الأمريكي لصدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين، حيث أظهرت القراءة انخفاض في المؤشر ما يدل على انخفاض معدلات التضخم الأمريكية، مستدركًا أن هذا الانخفاض لا يعد كافيًا لدى "الفدرالي الأمريكي".
توقعات الأسواق
وقال المحلل الحناوي خلال حديث لـ "صفا"، إنه من المتوقع تثبيت الفائدة نظرا لمؤشرات التضخم الأمريكية وربما رفعها لـ 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المرتقب مساء اليوم "مالم تحصل مفاجآت وأشياء جديدة".
وأضاف "هناك بيانات مهمة ستصدر اليوم ومنها مؤشر أسعار المنتجين سيعقبه اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي والمؤتمر الصحفي لـ جيروم باول الرئيس الحالي للمجلس".
وتوقع تواصل هبوط الدولار الأمريكي عالميا في انتظار ما سيحدث مساء اليوم الأربعاء، لكنه رجح عودة صعوده مرة أخرى بعد الهبوط الضعيف له مقابل العملات الرئيسية، وذلك في ظل المؤشرات والتصريحات في حال صدورها بشكل إيجابي داعم.
وتابع " ممكن أن يصعد الدولار لمناطق بينية جديدة ولا تفضي لصعود كبير، لكن الهبوط هو السيناريو الأقوى".
الدولار شيكل
وبخصوص سعر صرف الدولار محليًا مقابل الشيكل، توقع الحناوي مزيدًا من الهبوط إذا كسر الدولار حاجز (3.55 شيكلًا ) على المدى المتوسط ، فيما سيصعد لاحقًا في حال حصول مفاجآت خلال المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وحول ما حققه الدولار من صعود مقابل الشيكل منذ صباح الأربعاء، أوضح المختص بالشأن الاقتصادي أن الأحداث المتلاحقة والتصريحات الإسرائيلية بخصوص اختيار اللجنة البرلمانية التي من شأنها تعيين قضاة المحكمة الإسرائيلية المركزية، أرخت بظلالها وأثرت بشكل كبير على مكانة الشيكل مقابل العملات الرئيسية.
اما بخصوص معدن الذهب، بيّن أن المؤشرات إيجابية وتشير إلى حالة صعود، خاصة في ظل الأزمات العالمية والركود الاقتصادي والحرب الروسية الأوكرانية، ما خلق حالة عدم يقين بالأسواق العالمية، وبالتالي أصبح المعدن الثمين ملاذًا آمنًا.
ونصح الحناوي بتنويع المحافظ المالية للمواطنين بحيث تشتمل على الذهب والدولار واليوان الصيني إلى جانب اليورو الأوروبي.
سيناريوهات الفائدة وتأثيرها
وحول تحليل عقود مؤشر الدولار، وشارت الذهب، وبعض الفرص المتوقعة، أشار المحلل والخبير الاقتصادي سيف الديب إلى عدة سناريوهات متوقعة يجب مراقبتها ومتابعتها.
الأول هو رفع الفائدة ربع نقطة وقد لا يؤثر بالهبوط على الذهب كثيرًا ويعود للارتفاع مرة أخرى.
والثاني، رفع الفائدة بأكثر من ربع نقطة ما سيضغط على الذهب بقوة ونشهد هبوط جديد للذهب
أما الثالث وفق المحلل الديب، تثبيت الفائدة وهذا سيؤدي لارتفاع قوي ومؤقت للذهب، مع انتظار مفاجأة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "بأول" بالتلميح بانخفاض قادم، وبذلك يعود الذهب للانخفاض مرة أخرى.
ووفقًا للمؤشر الزمني وفق حديث المختص الديب، قد يرتفع سعر الذهب متجاوزًا مستوى (1,970 دولارًا) للأونصة متجاوزا السعر اليومي الحالي (1951 دولارًا).