كشف محلل عسكري إسرائيلي النقاب اليوم عن الهدف الحقيقي للمناورات العسكرية الكبرى التي نفذها جيش الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين وأسماها مناورات "الضربة القاضية".
وقال المحلل العسكري الشهير رون بن يشاي في مقالة له اليوم الجمعة بأن المناورات هدفت لأمرين رئيسيين الأول هو الاستفادة من الأخطاء الروسية في حربها واجتياحها لأوكرانيا، حيث يخشى الجيش من مصير مشابه حال اجتياحه لمناطق جنوبي لبنان.
وأشار المحلل إلى أن الجيش استفاد من التجربة الروسية، حيث فشلت روسيا على الرغم من تفوقها العسكري في تحقيق أهدافها في أوكرانيا، أما على الصعيد الأوكراني فعلى الرغم من القدرات المتواضعة إلا أن الرغبة الجامحة في القتال مكنتهم من دحر الجيش الروسي من عدة مناطق عبر حرب العصابات والنفس الطويل.
وبين أن الجيش حاول تجنب الأخطاء الروسية خلال مناوراته الأخيرة عبر الاستفادة من القدرات التكنولوجية والاستخباراتية الكبيرة التي يتمتع بها الجيش، حيث سعى لوضع صورة استخباراتية دقيقة للمناطق التي قد تشهد اجتياحات برية جنوبي لبنان وتم البحث عن سبل عدم الوقوع من جديد في الوحل اللبناني.
أما فيما يتعلق بالهدف الثاني من المناورات فكان يتمثل بالضغط على واشنطن لتحقيق هدفين الأول عدم التسرع بالتوقيع على اتفاق نووي مع طهران، مع التركيز على أن الكيان لن يكون ملزماً بهذا الاتفاق ويحتفظ لنفسه بالحق في مهاجمة المنشآت النووية حتى لو تم التوقيع على الاتفاق.
ونوه الكاتب إلى أن المناورات كانت تهدف إلى لفت نظر الإدارة الأمريكية للضائقة التي تعانيها "إسرائيل" جراء سعي إيران لإنتاج قنابل نووية، حيث يخشى الكيان من أن تتسبب العلاقات الباردة مع الإدارة الأمريكية الحالية إلى تحمسها لاتفاق نووي لا يلبي الاحتياجات الإسرائيلية.
فيما يرى الكاتب أن الهدف الثاني على ذات الصعيد يرسل رسالة ضغط على واشنطن بضرورة توجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، وهي خطوة امتنعت عنها الإدارة الأمريكية منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهامه رئيساً للولايات المتحدة.
فيما يرى الكاتب أن المناورات ركزت بعموميتها على سيناريوهات حرب متعددة الجبهات وتعرض مدن الكيان لضربات عنيفة من الصواريخ من شتى الجبهات من لبنان وحتى قطاع غزة وربما إيران والحوثيين في اليمن.
كما جرى التدرب خلال المناورات على مهاجمة مئات الأهداف على شتى الجبهات في آن واحد، والتحدي الكبير في تعرض الجبهة الداخلية لهجمات هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان.