أجرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) حوارًا مع وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزة خالد أبو ندى، بالتزامن مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة توجيهي 2023 في فلسطين.
وركّز الحوار على تفاصيل امتحانات الثانوية العامة، والتنسيق بين شقي الوزارة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، والعلاقة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتطوير المناهج، والمنح الدراسية، بالإضافة إلى احتياجات الوزارة.
الحوار كاملًا:
* مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة توجيهي 2023، هل يمكن تقديم لمحة عن عدد لجان الامتحانات، وتقسيماتها ما بين الفروع، وعدد الموظفين القائمين على اللجان والتصحيح؟
امتحانات الثانوية العامة أحد أهم الفعاليات الوطنية التي تُهِمُ كافة قطاعات أبناء شعبنا لأنها هي المحدد الرئيس لمستقبل الطلبة، وتسعى الوزارة بشكل موحد في غزة والضفة لإنجاح هذه الامتحانات بحرفية ومهارة عالية.
وبفضل الله عز وجل أنهت وزارة التربية والتعليم العالي استعداداتها كافة لعقد امتحان الثانوية العامة الذي انطلق اليوم الأربعاء السابع من يونيو/ حزيران 2023.
يشارك في الامتحانات في فلسطين 87813 طالبًا وطالبة من بينهم 38809 في محافظات قطاع غزة، في 232 قاعة تشمل كافة الفروع، والتي تم تجهيزها بكافة المستلزمات اللوجستية، كما تم توفير حوالي 6000 معلم ومعلمة سيعملون في المراقبة، كما سيعمل حوالي 3000 مصححًا ومصححة من ذوي الخبرة العالية لتدقيق وتصحيح دفاتر الإجابة لكافة الطلبة في جميع الفروع.
* كيف تتعاون وزارتكم مع باقي الوزارات لإنجاح امتحانات التوجيهي؟
قامت وزاره التربية والتعليم العالي بالتنسيق مع شركائها في ملف الثانوية العامة، إذ عقدت عددًا من الاجتماعات مع كل من وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الاتصالات إضافة إلى بلدية غزة وشركة الكهرباء، وتم التوافق مع الإخوة في قيادة الشرطة الفلسطينية على توفير ما يلزم من تأمين القاعات ومحيطها ومراكز التصحيح ووصول أوراق الأسئلة ودفاتر الإجابة إلى لجان الامتحانات ومركزي التصحيح.
كما تم التنسيق مع وزارة الصحة لتوفير نقطة طبية في كل لجنة من لجان الامتحانات المنتشرة في مديريات التربية والتعليم السبع، إضافة لقيام الوزارة بتوفير مرشدين تربويين ونفسيين للتدخل في حال حدث أي طارئ مع أي من أبنائنا الطلبة الذين قد يحتاجون للإرشاد والدعم النفسي.
وفي هذا الصدد تهتم الوزارة أيضًا بأبنائها الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث وفرت أسئلة مكبرة لمن يعانون من مشاكل في النظر، إضافة لتوفير بعض الامتحانات بطريقة برايل للطلبة المكفوفين، كما وفرت مدرسين ومدرسات أكفاء لمساعدة الأبناء الطلبة الذين لا يستطيعون الكتابة لأي سبب كان.
علاوة على ذلك، تهتم الوزارة بنزلاء السجون والطلبة المرضى المتواجدين في المستشفيات حيث تخصص لجان لهذا الغرض.
* فيما يتعلق بالتنسيق مع المحافظات الشمالية، كيف تُبذل الجهود في هذا الإطار؟
الامتحانات تعقد بتنسيق وتوافق تامين مع المحافظات الشمالية، حيث كان هناك تنسيق كبير جدًا قبل عقد الامتحانات، وشرعت وزارة التربية والتعليم العالي بالترتيب لهذا الملف الوطني الكبير مباشرة بعد الانتهاء من احتفالات الثانوية العامة للعام المنصرم.
* ماذا بخصوص لجان التصحيح، متى تبدأ عملها؟
هناك مركزان للتصحيح سيبدأ العمل بهما مباشرة بعد الانتهاء من الامتحان الأول، وتبدأ مرحلة التصحيح في كل من مركز التصحيح في مدينة غزة وكذلك مركز التصحيح في مدينة خان يونس، ويعمل بهما حوالي ثلاثة آلاف معلم ومعلمة.
* هل هناك افتتاح لمدارس جديدة مع بدء العام الدراسي المُقبل؟ وكم عددها ولأي مرحلة في حال كان تجهيزات بهذا الخصوص؟
خلال العطلة الصيفية سيكون هناك افتتاح لثلاث مدارس وهي: مدرسة في حي البراق بمنطقة غرب خانيونس، ومدرسة القاهرة في منطقة غربي غزة، ومدرسة في منطقة جباليا، كما سيتم إعادة تشغيل مدرسة بلقيس اليمن التي أُعيد إعمارها بعد قصفها من الاحتلال عام 2021، وخلال الفصل الدراسي القادم سيتم افتتاح أربع مدارس جديدة أخرى، كما يجري العمل حاليًا على بناء عشر مدارس جديدة.
خلال العطلة الصيفية سيتم إعمار وصيانة 22 مدرسة تضررت من العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو 2023.
* كم مدرسة جديدة تحتاجون لاستيعاب العجز؟ وهل يوجد خطة لذلك، وما العراقيل التي تواجهكم؟
نحتاج عشرات المدارس الجديدة للتعامل مع الزيادة الطبيعية في عدد الطلبة، ومعالجة الكثافة الصفية، والتخلص من الفترة المسائية، وتقليل بُعد مسافة المدارس عن الطلبة.
وللحفاظ على المؤشرات الحالية للالتحاق في التعليم؛ تحتاج الوزارة إلى 15 مبنى مدرسيًا جديدًا سنويًا لاستيعاب الزيادة الطبيعية في عدد الطلبة، وتبذل جهودًا كبيرة مع المانحين لتوفير التمويل اللازم، لكن تواجه الوزارة مشكلة عدم توفر قطع أراضي بمساحات كافية وبخاصة في مراكز المدن.
* هل يوجد لديكم حاجة لمزيد من المدرسين والعاملين بقطاع التعليم؟ وكم العدد المطلوب؟
يتحدد الاحتياج من المعلمين في ضوء خطة التشكيلات المدرسية والتي يتم العمل عليها حاليًا.
* في كل عام يُثار الحديث عن مفاتيح القبول ببعض الجامعات ولعدد من التخصصات، هل للوزارة علاقة بالأمر؟ أم أنه خاص بالجامعات؟
تصدر الوزارة سنويًا الحدود الدنيا لمفاتيح القبول والتي بموجبها يجب على كافة مؤسسات التعليم العالي الالتزام بها داخل فلسطين وخارجها، وهذه التعليمات منشورة على موقع الوزارة على الإنترنت.
* ماذا بشأن تطوير المناهج؟ هل هناك تغيرات على أي من المراحل؟
المناهج التعليمية تخضع لعمليات تحسين دورية في ضوء التغذية الراجعة من الميدان، وتتعامل الوزارة مع المنهاج بمفهومه الشامل حيث تعمل على تطوير الممارسات التدريسية والتقويمية للمنهاج وتطوير الأدلة الخاصة بالمحتوى الدراسي.
* فيما يتعلق بتنسيقكم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما هي طبيعة العلاقة؟ وماذا عن استبعادهم بعض الدروس التي تتعلق بالقضية الفلسطينية؟
يوجد تنسيق مستمر بين الوزارة ووكالة الغوث، وترفض الوزارة أي تدخل في المنهاج الفلسطيني كمنجز وطني، كما أنها تثق في قدرة معلمي وكالة الغوث ومجالس أولياء الأمور والطلبة على التصدي لأي محاولات لتجاوز المفاهيم الوطنية.
* ما هي آلية توفير المنح الدراسية الخارجية، وكيف يمكن للطلبة الاستفادة منها؟
تعلن وزارة التربية والتعليم العالي عن توفر عدد من المنح الدراسية سنوياً داخل فلسطين وخارجها وتنقسم هذه المنح الى قسمين:
القسم الأول: المنح الداخلية ويقصد بها المنح التي يتم تنفيذها داخليًا من خلال مؤسسات التعليم العالي وهذه المنح على سبيل المثال:
-منحة الرئيس للطلبة الأوائل على مستوى الوطن في الثانوية العامة
- منحة مجلس الوزراء
- منحة الوزارة من الجامعات الفلسطينية
- منح المؤسسات الوطنية
وهذه المنح يكون معيار التنافس الأساسي لها هو معدل الطالب في الثانوية العامة، بالإضافة لبعض المعايير الأخرى المتعلقة بمستوى معيشة الطالب وعدد الإخوة في الجامعات.
القسم الثاني:
المنح الخارجية:
أيضًا تعلن الوزارة عن توفر عدد من المنح الدراسية في الخارج ويدار هذا الملف بالتوافق بين "شطري الوطن"، حيث يستطيع كافة الطلبة التنافس على مقاعد المنح، ويوجد شراكات أساسية مع عدة دول منها: مصر، المغرب، تونس، الجزائر، كوبا، صربيا، تركيا، ماليزيا، بولندا، الصين، الهند، ورومانيا.
وهذه المنح تخضع لعدة شروط على صعيد البكالوريوس أو الدراسات العليا ويعلن عنها باستمرار من خلال موقع الوزارة وصفحة الوزارة على فيسبوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال العام 2022 استطاعت الوزارة أن توفر ما مجموعه 600 منحة دراسية داخل فلسطين وخارجها، بالإضافة إلى المساهمة مع عدد من الجهات المانحة مثل "مسلم كير" ماليزيا، و"أحباء غزة"، في توفير جزئي لبعض منح الطلبة وتحرير بعض الشهادات المحجوزة.
وما زال العمل مستمرًا بالشراكة مع وزارة المالية لدفع جزء من الرسوم الدراسية من المستحقات لأبناء موظفي الخدمة المدنية.