"سلبوني عزوتي بأبنائي ويسعون لكسر كل عائلة مضحية لهذا الوطن، لكن هيهات لهم أن يحيدونا عن مسارنا".
هكذا استهل النائب عن محافظة طولكرم فتحي القرعاوي، حديثه بعدما غيّب الاحتلال وأجهزة السلطة، خمسة من أبنائه وتركه يعاني في حِلّه وترحاله، ويجد نفسه وحيدًا عما اعتاد عليه من التفاف أبنائه حوله.
اعتقال بالجُملة
ويقول النائب الداعية ورجل الإصلاح فتحي القرعاوي وهو يشير إلى مقاعد غرفة الاستقبال الكبيرة وهي فارغة: "لقد كنا نجلس هنا ويملأ أبنائي الثمانية هذه الغرفة، لكنها الآن شبه فارغة".
ويضيف: "اعتقل الاحتلال بِكر أبنائي حمزة (37 عاماً)، في العام الماضي وحولوه للاعتقال الإداري، وما لبثوا أن أتبعوه ببراء (32 عاماً) ومحمد (31عاماً) بعد حمزة بنصف عام، حيث حُكم براء بالسجن لثلاثة أشهر، فيما لا زال محمد موقوفاً، وأكملوها باعتقال حازم (36عاماً) الشهر الماضي ومازال في التحقيق".
يُذكر أن حمزة اعتقل ما مجموعه 12 سنةً في سجون الاحتلال وسنةً في سجون السلطة، فيما اعتقل حازم تراكمياً 45 شهراً، وسنةً في سجون السلطة"، أما براء فقد اعتقل لسنتين في سجون الاحتلال، ولشهر تقريباً في سجون السلطة وما زال، أما محمد وعبد الرحمن فقد اعتقلا لأشهر في سجون الاحتلال".
ويشير القرعاوي إلى أن السلطة لم تكن بعيدة عن هذا التنكيل رغم قسوة المصاب، حيث جاء عناصر من جهاز المخابرات واعتقلوا مؤمن في الثامن من الشهر الجاري وما لبثوا أن نقلوه إلى سجن أريحا، بعيداً عن منزله لمسافة 150 كيلومتراً تقريباً".
يُشار إلى أن النائب القرعاوي (65 عاماً) أُبعد إلى مرج الزهور بجنوب لبنان عام 1991، واعتقل ثماني مرات لما مجموعه ست سنوات، وكلها على خلفية نشاطه الاجتماعي والدعوي، كما اعتقل في الحملة التي شنها الاحتلال على نواب الشعب الفلسطيني عام 2006.
التنكيل هو الهدف
ويقول النائب الجالس إلى جناب زوجته أن عائلته تحظى باحترام كبير بين أبناء مخيم نور شمس، "فأنا إمام لمسجد لمسجدين وداعية منذ تخرجي من الجامعة عام 1980 وعضو في لجنة إصلاح المحافظة ومأذون شرعي ويُكنُّ لنا الأهالي كل الحب وزوجتي داعية في طولكرم، وتعرفها أغلب نساء المحافظة".
وعن هدف الاحتلال من هذه الاعتقالات يؤكد القرعاوي أن الاحتلال يسعى لكسر كل عائلة تعمل على إصلاح المجتمع، وتنبيه المواطنين من مخاطر الاحتلال، ولها دور في تأليف قلوب المواطنين".
تضحية متواصلة
أما زوجته أمل القرعاوي، فترى أن ملاحقة الاحتلال وأجهزة السلطة لأفراد العائلة تكاد لا تنتهي".
وتقول زوجة النائب إننا وطّنا أنفسنا على اعتقالات الاحتلال، والتي تشعرنا بأننا ما زلنا على الطريق الصحيح، لكن أن تتعرض بيوتنا لاقتحامات ومداهمات من أجهزة السلطة، فهذا هو الألم بعينه".
وتُشير إلى أن عائلته اعتادت على تناول الطعام سويًا مع الأبناء والأحفاد على مائدة واحدة، "إلا أن مائدة شهر رمضان الماضي كانت خالية من أنجالي، وجاء العيد وكنّا وحيدين في الزيارات الاجتماعية، بعدما كنّا بكامل عزوتنا معهم".