نظمت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وانطلقت المسيرة بعد أداء صلاة الجمعة من جميع مساجد المدينة بمشاركة الآلاف على رأسهم عدد من قيادات الحركة.
ورفع المشاركون لافتات تؤكد أن المسجد الأقصى "خط أحمر" وتدعو للدفاع عنه.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة زكريا أبو معمر في كلمة بختام المسيرة يا جماهير شعبنا أنتم تخرجون في وقت تستعر فيها الحرب الدينية التلمودية على المسجد الأقصى المبارك، لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، كخطوة على طريق إقامة هيكلهم المزعوم مكان مسجدنا المبارك، وإنهاء الوجود الفلسطيني في مدينة القدس كلها.
وحذر أبو معمر من أن قضية الأقصى هي قضية تُشعل كل الساحات والجبهات كما حدث في رمضان الأخير، مؤكدا أن المقاومة حيثما تواجدت، وعبر كل أدواتها، لا يمكن أن تمرر جرائم الاحتلال في الأقصى دون تدفيعه الثمن مهما طال الزمن، ولن تسمح بتمرير مخططات التقسيم، فسيف القدس ما زال مشرعاً والمعادلة ما زالت حاضرة.
وأضاف "واهم أو مستعجل من يظن أن هذه المعادلة قد انكسرت، وسنظل نحمي هوية الأقصى والقدس مهما بلغت التضحيات، وارتفعت الأثمان، فنحن ندافع عن أعز ما نملك، قدسنا وأقصانا، درة تاج أمتنا ومركز صراعنا مع هذا المحتل الغاشم".
وأشار إلى أبو معمر "الاقتحامات للمسجد الأقصى في تصاعد واضح ومستمر، وهي مصحوبة بكل مظاهر التهويد، من الدخول بأزياء الكهنة ونفخ الأبواق ومحاولة إدخال القرابين، وأداء الصلوات التلمودية كما حدث قبل أيام وبشكل غير مسبوق، وهو ما لم يحدث منذ احتلال الأقصى عام 1967، وشارك في هذه الجريمة وزراء من هذه الحكومة الفاشية الإرهابية".
وأردف "لقد كنّا قبل أيام أمام تصعيد لهذه الحرب الدينية، عندما أقامت حكومة الاحتلال اجتماعها في أنفاقٍ تحت حائط البراق والمسجد الأقصى، لتستكمل كل المنظومة الصهيونية، حكومةً وجيشاً وشرطةً وقضاءً ومستوطنين، حلقات الإطباق اليهودي على المسجد الأقصى، ما يجعله في عين العاصفة و في قلب خطر بات متحققاً".
وذكر أنه في سياق الحرب الدينية ذاتها، أقامت تجمعات المستوطنين ما يسمى بمسيرة الأعلام بعد استنفار كل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، في ظل قلق وإرباك كبيرين، لتكون رسالة المسيرة معاكسة لما خطط له المستوطنون.
وتابع أبو معمر: "لقد كشفت المسيرة عن عجز منظومة الاحتلال عن فرض سيادة موهومة على القدس ووأهلها، وراحت هذه الأعلام المنكّسة بإذن الله تبحث عن تاريخ لها، لا وجود له، ولا حتى في الأساطير، وعن حاضر زائف لا يستقر ولن يدوم، وعن مستقبل موهوم كالسراب، فهؤلاء الغرباء العابرون لا علاقة لهم بالمكان ولا بالزمان".
وأكد أن شعبنا الفلسطيني يواصل جهاده و نضاله بكل الأدوات للدفاع عن الأقصى وهويته وحماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، مضيفا أن هذا التواجد والرباط من أهلنا في القدس والضفة الغربية ومدن الداخل المحتل، قادر على إحباط كل مخططات الاحتلال.
وشدد على أن المقاومة في ثبات راسخ، وحضور مستمر، تنتقل من مدينة إلى مدينة، ومن مخيم إلى مخيم، ومن قريةٍ لأخرى، متابعا "لِما لا تزداد هذه المقاومة قوة وهي محمية بحاضنة شعبية صلبة، ملتفة من حولها، داعمة لتوجهاتها، تقاتل معها وتقدم تضحياتٍ عظيمةً من أجل استمرار هذه المقاومة التي تمثل آمال شعبنا الحقيقية".