مُتثاقلاً بسبب المرض الذي أنهك جسده، بالكاد يُمسك طالب الثانوية العامة، محمد إسلام أبو الخير من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كتبه الدراسية استعدادًا لتخطي الاختبارات النهائية وصولاً لتحقيق حُلمه بالدراسة الجامعية.
واكتشف ذوي محمد إصابته بالسرطان عام 2009، فتفاقمت معاناته أضعافًا، وأقعدهُ المرض على كرسيٍ مُتحرك؛ وبات يصارع بين خيارين اثنين، المرض الذي اصطحبه في رحلة عذاب بين مشافي الداخل والخارج، وإكمال مسيرته الدراسية.
واستطاع بدعمٍ من أسرته ومُدرسيه في مدرسة أحمد ياسين بحي تل السلطان غربي رفح، أن يتغلب على ذروة المرض، ويصل لأعتاب الثانوية العامة، التي لا تفصله عن تخطيها سوى أسابيع قليلة؛ وسط أمل كبير يرافقه لتحقيق حلمه بدراسة العلاج الطبيعي في الجامعة.
يقول محمد، بكلماتٍ بالكاد يستطع نُطقها لمراسل "صفا": "رغم المشاكل الصحية سأنجح وأتخطى الثانوية العامة؛ بكل عزيمة وإرادة وإصرار ودعم الجميع سأنجح وأدرس العلاج الطبيعي".
ويضيف "صحيح المدرسين والأهل والأقارب لم يقصروا معي؛ رغم ذلك أحتاج دعم ودعوات الجميع كي أتخطى أصعب مرحلة علمية في حياة كل إنسان".
ويتابع محمد "ما زالت أتلقى العلاج داخل غزة، وكل حوالي شهرين أغادر للخارج لتلقي جرعة علاج جديدة أنهكتني، لكن ما زلت مستمر في السير نحو هدفي ومقصدي؛ كل أملي أن أنجح وتعود الحياة لجسدي المُنهك".
أما عبد المجيد شقيق محمد الأكبر، يقول: "شقيقي يعاني معاناة كبيرة جراء المرض؛ ونحن نقف بجانبه في علاجه المنزلي وخارجه، وندعمه في نفس الوقت أن يستمر في دراسته".
ويتابع أبو الخير "نعمل كل ما بوسعنا لتقويته كي يتغلب على مرضه، ونسيان ما يُعانيه، فهناك هدف أمامه لا بد من تحقيقه؛ ونتعاون مع مدرسيه في تهيئته نفسيًا ومساعدته في إنهاء دراسة المنهاج وحفظه".
ويشير إلى أن شقيقه لم يتخلف عن دراسته ولم يتغير مستواه بعد الإصابة بالمرض؛ لافتًا إلى أنه دائمًا ما يتابع أطباء العلاج الطبيعي، ويحفظ جيدًا ما يقومون به، لحين تحقيق حلمه ويدرس هذا التخصص".
ويوضح أبو الخير إلى شقيقه يُغادر للعلاج في مشافي الداخل والقدس، حتى أن بعض الممرضات يساعدنّه في الدراسة خلال رحلة العلاج؛ مُضيفًا: "كُلي أمل أن ينجح أخي، ويقف معه الجميع لتحقيق حُلمه؛ فنجاحه في الثانوية يعني له شيء كبير".