عقدت مؤسسة "العمل من أجل فلسطين'' Act For Palestine ندوة حوارية يوم الأحد 14 مايو 2023، في ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث حملت عنوان " هل انتهت النكبة في عام 1948؟ والتي استضافت فيها المؤرخ والكاتب إيلان بابيه، وشارك في الندوة عددٌ من السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين من الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وفلسطين.
التطهير العرقي
وفي كلمته الرئيسية تحدث إيلان بابيه حول التطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية والبريطانية في فلسطين، حيث قال إنه من المهم أن نفهم كيف بدأ الصهاينة في التطهير العرقي للفلسطينيين خلال النكبة؟، حيث إنه "بين فبراير ومايو عام 1948، قامت القوات الصهيونية بتطهير عرقي بالقوة لأكثر من ربع مليون فلسطيني".
وأضاف أن "صمت المجتمع الدولي مكّن القوات الصهيونية من مواصلة التطهير العرقي للفلسطينيين". على الرغم من أن العالم كان يدرك جيدا ذلك إلا أنه سمح بإقامة إسرائيل". مؤكدًا أن "إسرائيل ما زالت ترتكب التطهير العرقي ضد الفلسطينيين حتى هذه اللحظة بعدة طرق مختلفة". ليس فقط في عام 1948، ولكن أيضًا "خلال حرب 1976، ارتكبت إسرائيل مرة أخرى تطهيرًا عرقيًا ضد اللاجئين الفلسطينيين في جنين ووادي الأردن."
وحول الجرائم والمجازر الإسرائيلية التي يتم ارتكابها حتى يومنا هذا أكد بابيه أن "المذابح والمجازر الإسرائيلية تعتبر أيضًا من وسائل العقاب الجماعي وهو أمر تعلمه الاحتلال الاسرائيلي من الانتداب البريطاني".
وأكد على استمرارية هذه الوسائل والعقلية الاجرامية بأن "الطريقة التي يتم بها تنفيذ السياسة الإسرائيلية ضد الناس في غزة والضفة الغربية هي إبادة جماعية متزايدة".
وقال إن "قتل شخصين في غزة أو في الضفة الغربية كل يوم هو أيضًا سياسة إبادة جماعية." مؤكدًا أيضًا إن نزع الصفة الإنسانية عن السكان الأصليين واعتبارهم غرباء هي الاستراتيجيات الإسرائيلية الرئيسية التي يتبناها في نظامهم التعليمي وهي أنك ستواجه جيلًا جديدًا من الفاشيين والصهاينة المتعصبين، لذا فأنا لست متفاجئًا بالانتخابات الإسرائيلية في عام 2022 ".
وحول دور الإعلام والمجتمع الدولي تجاه النكبة الفلسطينية قال بابيه أن الوقت قد حان لمخاطبة العالم وخاصة الغرب الذين شاهدوا على مدى 75 عامًا القتل والتطهير العرقي للفلسطيني، مخاطبًا المجتمع الغربي بأنكم كنتم تعرفون ما سيحدث والصمت منذ تلك اللحظة حتى الان غير عادل ولا أخلاقي وغير مقبول.
وأشار إلى أن "الصهيونية كانت، باختصار، حركة تؤكد أن مشاكل يهود أوروبا ستحل عن طريق استعمار فلسطين وإقامة دولة يهودية هناك". وأنها "" تأسست من خلال التطهير العرقي أو من قبل نظام قمعي حرم السكان الأصليين من أي حقوق.
جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن فعاليات مؤسسة العمل من أجل فلسطين لإحياء فعاليات النكبة الفلسطينية وبعد أيام قليلة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لإبراز الخطر والتهديد الذي يشكله الاحتلال الإسرائيلي والحكومة التي تقوده ضد الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي وتؤكد أن النكبة الفلسطينية التي بدأت قبل عام 1948 ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.