web site counter

تمسك بلغة المظلومية.. قراءة في خطاب عباس بالأمم المتحدة

غزة - خاص صفا

يرى مراقبون أن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة لم يأت بجديد وجاء بعيدًا عن تطلعات الفلسطينيين، بسبب الافتقار إلى إجراءات عملية.

وفي خطابه الذي غلب عليه الاستجداء والمظلومية، قال عباس في كلمة له خلال فعالية إحياء الذكرى الـ75 للنكبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "الأمم المتحدة اتخذت نحو ألف قرار بخصوص حقوق الفلسطينيين منذ عام 1947 ولم ينفذ منها قرار واحد حتى الآن".

وطالب عباس الأمم المتحدة بأن تُلزم "إسرائيل" باحترام القرارات الأممية، وإن لم تلتزم يتم تعليق عضويتها، لافتًا إلى أن دولًا بعينها تقف مكتوفة الأيدي إزاء العدوان المتواصل على شعبنا وترفض مساءلة "إسرائيل".

وجاء الخطاب في وقت يحيي فيه الشعب الفلسطيني الذكرى 75 للنكبة في ظل تصاعد العدوان الاجرامي الذي كان إحدى جولاته في الحرب الوحشية على المدنيين العزل من أبناء شعبنا في قطاع غزة، وما تلاه في نابلس وجنين ومناطق عديدة أخرى ضمن حرب ابادة مفتوحة تشنها دولة الاحتلال دون أن يحرك العالم ساكنا.

خطاب مكرر

المختص الحقوقي ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي، يرى أن "خطاب عباس في الأمم المتحدة مكرر وخلا من مجموعة من الطلبات المحددة ولم يتبعه أي إجراءات عملية".

ويقول عبد العاطي لوكالة "صفا": "حتى إن كان عباس يركز على المظلومية الفلسطينية وهو أمر مهم أمام العالم، ولكنه غير كافٍ ولا بد أن يتبعه إجراءات"

ويعتبر أن "من يريد تعليق عضوية إسرائيل عليه أن يتقدم بطلب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن من يريد محاسبة إسرائيل عليه أن يتقدم بقرار للجمعية العامة بتبني المقاطعة وفرض العقوبات".

ويضيف عبد العاطي "من يريد أيضا الحماية عليه أن يتقدم بطلب بدعوى الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف لاجتماع عاجل للنظر في توفير الحماية للمدنيين ومسائلة إسرائيل".

ويتابع "كان على الرئيس عباس تحويل الانتهاكات الجسيمة إلى محكمة الجنايات الدولية خاصة العدوان على غزة والحصار وجرائم الإعدام الميداني والاعتداءات ضد الأسرى".

ويؤكد عبد العاطي أنه كان الأجدر بعباس إلغاء اتفاق أوسلو والالتزام بقرارات الإجماع الوطني، في ظل التنكر الإسرائيلي الواضح بالاتفاقيات الموقعة.

ويشير الحقوقي إلى أن عباس بات رجلا كبيرا في السن وخرج عن سياقات الخطاب وتحدث بطريقة عامية وكأن الخطاب للفلسطينيين أو لدائرة تنظيمية تتبعه وليس خطابا رسميا أمام العالم كله.

ويعتقد أن عباس تخلى عن أوراق القوة كثيرا وبات كأنه لا صلة رئيسية له بتفريغ منظمة التحرير من محتواها.

ويرى عبد العاطي أن الوفد الذي رافق عباس إلى الأمم المتحدة كان يجب أن يكون من الشباب والأسرى ومن تعرضوا للنكبة لإظهار المعاناة الفلسطينية بدلا من الوفد الذي يذهب معه دائما.

خطاب دون التطلعات

بينما يعتبر الأكاديمي والمختص بالشأن السياسي وائل المناعمة أن خطاب عباس في الأمم المتحدة كان مخيبا للآمال ودون طموح وتطلعات الشعب الفلسطيني خاصة بعد العدوان الأخير ضد قطاع غزة.

ويقول المناعمة لوكالة "صفا": "كان الأحرى بمحمود عباس أن ينقل معاناة الشعب الفلسطيني وينقل بطولاته ويطالب بشكل واضح بإنهاء الاحتلال واندحاره وليس خطاب الاستجداء والاستعطاف الذي بات هزيلا ومكررا ولم يأت بجديد".

ويشير إلى أن عباس تلفظ بكلمات دون المستوى ولا تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله، ولا يمكن أن تصدر عن رئيس دولة.

ويضيف المناعمة أن "خطاب المظلومية الذي يحاول أن يكرره محمود عباس هو خطاب فاشل بامتياز لأنه لم يأت بأي نتائج حقيقية سواء بوضع حد لجرائم الاحتلال ضد شعبنا أو تحصيل الحقوق التي أقرتها الشرائع الدولية".

ويرى أنه "كان الأجدر به اتخاذ خطوات عملية بدلا من الاستجداء منها الذهاب لتقديم قادة الاحتلال المجرمين إلى محكمة الجنايات الدولية، والتحرك بشكل حقيقي لوقف العدوان ضد غزة".

م ز/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام