web site counter

"دور غائب للسفارات"

في ظل العدوان المتكرر.. ما المطلوب من السلطة تجاه غزة؟

رام الله - خاص صفا

خمسة أيام من العدوان والقتل والدمار؛ لم تكن لتدفع السلطة الفلسطينية ولاسيما الرئاسة لاتخاذ أي خطوة سياسية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى لاستشهاد 33 مواطنًا وإصابة نحو 200 آخرين.

فبعد مئات الغارات الجوية وعشرات أطنان المتفجرات التي هوت على منازل الغزيين لم تكن كافيةً كما بدا لرئاسة السلطة للتحرك في أدنى خطوة تجاه ذلك العدوان.

يُشار إلى أن رئاسة السلطة والحكومة أصدرتا في حينه بيانين روتينيين منفصلين يُدينان العدوان.

وعن ذلك، يقول المحلل السياسي سامر عنبتاوي لـ"صفا" إن جولة التصعيد افتقدت لوجود بيانات قوية من السلطة ولم تتجاوز الشجب.

ويضيف عنبتاوي أنه يجب على السلطة أن تعتبر المعركة معركتها، وأن ما حصل في غزة من عدوان يمثل الكل الفلسطيني الرسمي.

ويرى أن بإمكان السلطة فعل الكثير خلال العدوان، من خلال أدوار سفاراتها عبر تفعيل حراك دبلوماسي كبير فيها في الوقت الذي يُخصص لها نفقات مالية هائلة.

ويؤكد أن ما جرى في غزة من هجوم مفاجئ وقتل الأطفال والنساء بمثابة فرصة يمكن للسلطة أن تنتهزها لبيان بشاعة الجريمة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال بوجود بن غفير وسموتريتش، اللذان لا تحظى مواقفهما بأي دعمٍ من العالم.

وبيّن المحلل أن العدوان على غزة بهذه الوحشية مادة دسمة بيد وزارة الخارجية الفلسطينية وسفاراتها، والتي كان يجب أن تفعّل بأكبر حد ممكن، من خلال الضغط على الحكومات التي تتواجد فيها السفارات والدعوة للقاءات في الدول وتعريف العالم بما يجري من جرائم.

ويأسف عنبتاوي لسلوك السلطة في هذه المرحلة، وترك غزة تحت النيران، مؤكدًا أن غزة شكلت نموذج صمود ووحدة ورفضت أن تعطي نصرًا للاحتلال، وجسدت عبارة "المقاومة التي لا تهزم في معركة هي منتصرة، والجيش المدجج الذي لا ينتصر في معركة هو مهزوم".

ويستغرب من عدم الاتعاظ فلسطينيًا، بالابتعاد عن الخلافات والانقسامات المشينة في مثل ذلك العدوان، والسير بموقف موحد أكثر وضوحًا وتجذرًا نحو القضايا الوطنية.

عدم الرهان

بدوره، يقول عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف إن رهان البعض على السلطة بأن تفعل شيئا لصالح غزة هو مجرد وهم.

ويوضح عساف لـ"صفا" أن هذا الوهم تُبدده الوقائع؛ فخلال العدوان لم تطلق السلطة أو منظمة التحرير أية تصريحات حول ما تتعرض له غزة، بل صرح أحد المسؤولين بأن "السلطة ليست معنية ولا علاقة لها لأن أحدًا لم يستشرها".

ويضيف عساف أن تصريح الناطق بلسان الرئاسة حول اقتحام الاحتلال للمدن الفلسطينية وآخرها استشهاد شابين بمخيم بلاطة، كانت ببضع كلمات في أن "الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء فيما يجري بغزة".

ويُعرّج إلى ذهاب رئيس السلطة إلى الأمم المتحدة وترك غزة تحت القصف، منبهًا إلى أن جميع المسؤولين في العالم لا يغادرون بلدانهم في حال تعرضها لعدوان، حتى أنهم يعودون إليها حال كانوا خارجها.

ويشدد عساف أن على السلطة وقيادتها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني، وتفعيل ممثلياتها وسفاراتها في 130 دولة، وكذلك تفعيل أدوار الجاليات والأصدقاء في العالم لمساندة غزة ومواجهة العدوان.

ويدعو عساف إلى تشكيل مجلس وطني بمشاركة كل التجمعات، وانتخاب هيئات قيادية مؤتمنة على القضية والحقوق الوطنية، تشكل حاضنة رسمية للمقاومة إلى جانب حاضنتها الشعبية.

وشنت "إسرائيل" عدوانًا على قطاع غزة فجر 9 مايو/ أيار 2023، استمر خمسة أيام، بعد اغتيالها 3 من قيادات المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، وردت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بإطلاق عملية "ثأر الأحرار"، وقصفت بمئات الصواريخ مستوطنات الغلاف المحاذية للقطاع والبلدات والمدن المحتلة جنوبي فلسطين ووسطها.

أ ك/ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك