هجّرت "إسرائيل" إبان عام النكبة قبل 75 سنة، 531 قرية من أصل 774 قرية في فلسطين بعد تدميرها بالكامل.
وفي تلك الحقبة من أيام الشعب الفلسطيني، كان يقطن تلك القرى قبل أن يتم تهجيرها، نحو 807 آلاف فلسطيني، توزعوا على 14 قضاءً.
ففي قضاء صفد، هجرت العصابات الصهيونية 77 قرية، فيما هجرت من قضاء عكا 26 قرية، وقضاء طبريا: ويضم 26 قرية، وفي قضاء الناصرة 4 قرى.
كما هجرت "إسرائيل" من قضاء بيسان 29 قرية، ومن لواء حيفا 51 قرية، ولواء نابلس 6 قرى، و17 قرية في قضاء طولكرم.
وفي قضاء الرملة دمرت 58 قرية، ومن قضاء القدس ورام الله والخليل 38 قرية مدمرة، فيما يضم قضاء الخليل 16 قرية مدمرة إلى يومنا هذا.
وبشأن القرى التي تم تدميرها في قضاء غزة، وبئر السبع، فقد هجرت ودمرت عصابات "إسرائيل" 45 قرية بغزة، فيما يضم قضاء بئر السبع 3 قرى مدمرة.
حالها وحرب هويتها
ويؤكد رئيس جمعية حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني المحتل سليمان فحماوي، أن ما شهدته قرى فلسطين الـ531، يُعد أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين.
ويقول لوكالة "صفا": "إن إسرائيل شردت ما يزيد 800 ألف فلسطيني تحت ضرب القنابل والرصاص، وعبر مئات المجازر والمذابح التي يشهد لها التاريخ، والتي لا نزال نكتشف المزيد من بشاعتها حتى اليوم".
وكان عدد الفلسطينيين قبل النكبة قد بلغ مليون و400 ألف فلسطيني، قبل أن يتم تهجير العدد المذكور، ما بين عامي 1947 و1948، وخلالهما سيطرت "إسرائيل" على ما يزيد عن 85% من أرض فلسطين.
ونفذت العصابات الصهيونية ما يزيد عن 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، استشهد فيها نحو 15 ألفا، فيما تعرض قرابة آخرين4700 للاعتقال.
وعن حال القرى التي تم تهجيرها، يؤكد فحماوي، أن "إسرائيل" ما تزال تضع يدها على معظم القرى المهجرة، والتي أسكنت العشرات منها باليهود، وغيرت معالمها، فيما لا تزال معالم قرى أخرى موجودة وشاهدة على ما تعرض له أهلها من مجازر ومذابح.
ولكن فحماوي يؤكد أن القرى الموجودة، حولتها سلطات الاحتلال لتصرف ما تسمى دائرة أراضي "إسرائيل"، التي تتعامل معها وفق قانون عنصري يسمى "قانون أملاك الغائبين".
ويشير إلى أن 35 قرية مهجرة في الداخل وحده، تعتبر اليوم ساحة مفتوحة لأفعال وانتهاكات المستوطنين، فبعضها تحولت مساجدها وكنائسها لملاهي وخمارات لهم، وأخرى مزارع لأبقارهم، بينهما يُمنع فيه سكان هذه القرى المهجر بعضهم لمدن قريبة منها، من الوصول إليها أو زيارتها.
ويفيد فحماوي بأن عدد ليس بالقليل من أهل هذه القرى الأصليين ما زالوا على أبعاد قريبة من قراهم، بعد أن تم تهجيرهم لقرى مجاورة إبان عام النكبة، إلا أن سلطات الاحتلال تمنعهم من العودة إليها.
ولكن الفلسطينيون يزورون هذه القرى ويقيمون نشاطات وفعاليات تشمل ترميمها وتفقد مقابرها الإسلامية، ومساجدها وكنائسها، ضمن معركة التأكيد على هويتها الفلسطينية.
وتلاحق سلطات الاحتلال زيارات الفلسطينيين لتلك القرى المهجرة، والتي تعتبرها شبحًا لحق العودة" الذي وبالرغم من مرور 75 عاماً، إلا أنها لم تستطع إسقاطه، أو نسيانهم إياه، بالرغم من مخططات ومشاريع وضعت من أجل ذلك، تنفيذًا لمقولة بن غوريون "الكبار يموتون والصغار ينسون".