اتهم مركز فلسطين لدراسات الأسرى، يوم الاثنين، الاحتلال الإسرائيلي بتعمد إهمال الحالات المرضية للأسرى لفترات طويلة، مما أدى لتزايد واضح في أعداد المصابين بأمراض صعبة، تشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.
وأكد المركز في بيان وصل وكالة "صفا"، أن الحالات المرضية بين الأسرى تصاعدت خلال الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ، نتيجة استمرار جريمة الإهمال الطبي بحقهم، وعدم تقديم أي رعاية حقيقة لهم، وخاصه في المراحل الأولى لاكتشاف الأمراض.
وأوضح أن هذا الأمر أدى إلى تحولها لأمراض مستعصية شكلت خطورة على حياة الأسرى، لافتًا إلى أن ما يزيد عن 200 أسير يعانون من أمراض مستعصية وخطرة.
وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر إن الاحتلال يتعمد ترك الأسير الذي يشكو من أوجاع أو أعراض مرضية معينة لشهور طويلة وأحيانًا لعدة سنوات، مما يُراكم المرض في جسده، ويتردى وضعه الصحي دفعة واحدة، ويضطر لنقله لـ"عيادة سجن الرملة" أو مشفى خارج السجون ليكتشف أنه مصاب بمرض خطير يصعب شفاؤه.
وأوضح أن هذا الأمر حدث مع عشرات الأسرى في الشهور الأخيرة، أبرزهم الأسير وليد دقة، المعتقل منذ 38 عامًا، وتبين إصابته بمرض السرطان في نخاع العظم بمراحل متقدمة، وحالته الصحية خطرة للغاية.
وأشار إلى أن الاحتلال يخفي المعلومات الحقيقية عن وضعه الصحي، ويستهتر بحياته عبر نقله إلى "عيادة الرملة" التي لا تتوفر فيها أدنى مقومات الرعاية الطبية الحقيقية.
وأما الأسير عمرو محمود هميل من سكان الأغوار الشمالية، وهو معتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسجن المؤبد، فإنه نتيجة لتجاهل حالته الصحية لفترة طويلة، أصيب بجلطة قبل 3 أسابيع في سجن "ريمون".
وبين المركز أنه وبعد ضغط من الأسرى على إدارة السجن، جرى نقله إلى مستشفى "سوروكا"، بعد 30 ساعة من ظهور الأعراض ولاحقًا جرى نقله إلى "عيادة الرملة".
وأفاد بأن الأسير المريض رياض العمور (53 عامًا) من بيت لحم، والمعتقل منذ 22 عامًا تراجعت صحته مؤخرًا بشكل واضح، نتيجة معاناته من مشاكل بالقلب، وما يزال يتعرض لجريمة الإهمال الطبيّ منذ سنوات.
وكان الأسير العمور خضع عام 2010 لعملية قلب مفتوح، وانتظر أكثر من عشر سنوات لتغيير جهاز تنظيم دقات القلب، كما تبين مجددًا أنّه يُعاني من مشكلة في أحد صمامات القلب، ويخشى من حدوث نزيف فيه
وبين الأشقر أن هؤلاء الأسرى هم نماذج فقط لما يجرى من مجزرة حقيقية بحق المرضى في سجون الاحتلال، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لارتقاء شهداء جدد، نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بتعليمات من أعلى مستوى سيأسى وأمنى لدى الكيان.
وأكد أن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي كسلاح وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسديًا ونفسيًا.
وطالب الأشقر كافة المؤسسات الدولية الطبية بالقيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي تؤدي لإصابة الأسرى بالأمراض وتغلغلها في أجسادهم نتيجة إهمال حالتهم المرضية لسنوات، وكذلك استشهاد العشرات منهم، بسبب الإهمال الطبي.
وأشار إلى أن الاحتلال ينتهك كل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة.