قال رئيس الدائرة السياسية بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن معركة "سيف القدس" أسست لمرحلة جديدة في تاريخ صراع شعبنا مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن المقاومة رسّخت معادلة تقضي بـ"عدم وجود خطوط حمراء للأهداف التي ستضربها في أي مواجهة".
وأكد نعيم أن المقاومة بعد "سيف القدس" ليست كما قبلها، مشيرًا إلى أن "جزءًا مما يحدث اليوم داخل الكيان من تفكك وصراع داخلي له علاقة بالنتائج التي حققتها المقاومة بعد معركة سيف القدس، وعجز قادة الاحتلال عن تعاملهم مع المقاومة وقطاع غزة".
وجاء حديث نعيم خلال طاولة مستديرة نظمتها وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) مع مركز الدراسات السياسية والتنموية في الذكرى الثانية لمعركة "سيف القدس"، بمقرها في مدينة غزة، بحضور شخصيات اعتبارية ومختصين.
وأوضح نعيم أن إنجازات سيف القدس لم تكن لولا مراكمة المقاومة للقوة بدءًا من معركة عام 2008 ومرورًا بمعركتي 2012 و2014، لافتًا إلى أن "المقاومة نجحت في إدارة المعركة الأخيرة عبر الاستفادة من نقاط الضعف لدى الاحتلال".
وأشار إلى أن صواريخ المقاومة في معركة "سيف القدس" غطت كل أنحاء فلسطين المحتلة، وعطّلت حركة الطيران، مشددًا على أن ذلك "إنجاز إضافي للمقاومة في ظل التضييق والحصار الإسرائيلي".
ولفت إلى أن المقاومة بعد معركة سيف القدس ليست كما قبلها، لأسباب كثيرة؛ إذ كانت خلال المعارك السابقة تدافع، لكن في معركة 2021 كانت هي المبادرة.
وذكر نعيم أن "المقاومة رسخت معادلات هجومية، وقدرة على شل الحركة في الكيان، وهو ما فاجأ الكثيرين حتى من أصدقائنا".
وقال إن المعركة "خلقت ردعًا لقيادة الاحتلال، إذ أصبح ذلك حاضرًا على طاولة قيادة العدو قبل اتخاذ أي قرار".
وأضاف "إلى جانب الإنجازات التي حققتها المعركة على المستويين العسكري والأمني؛ فإنها حققت إنجازات على الصعيد الوطني، إذ كانت الجولات السابقة مع الاحتلال تتمحور حول غزة والحصار والوضع الإنساني، في حين تخوض اليوم معارك وفق قضايا استراتيجية كالقدس والأقصى والأسرى".
أما على المستوى الحياتي في غزة؛ فإن "سيف القدس" أسهمت في "تخفيف قبضة الاحتلال على القطاع المحاصر، ودفعته لتقديم تسهيلات اقتصادية غير مسبوقة، في مجالات عديدة، رغم أنها ليست بالحد الذي يحقق حياة كريمة لشعبنا"، وفق نعيم.
وحدة الساحات
وأوضح أن "سيف القدس أسست وحدة الساحات ورسّختها، وهذه رؤية استراتيجية مناهضة للتفريق بين الساحات التي عمل عليها الاحتلال لسنوات".
ونوه إلى أن سيف القدس نجحت في الانطلاق نحو وحدة الجبهات، بعدما حققت وحدة في الساحات الفلسطينية.
وأشار إلى أن الحراك في الداخل المحتل خلال معركة سيف القدس فاجأ الاحتلال، بعد سنوات طويلة من عمليات "الأسرلة" التي ظنّ أنها مجدية.
وذكر أن "شعبنا بعد سيف القدس أصبح أمام خيارين، إما مع المقاومة والقدس والأقصى، أو مع الهزيمة والتنسيق الأمني؛ وهو ما أدى لارتفاع أسهم المقاومة مقابل المشروع الآخر".
ولفت نعيم إلى أن "المقاومة حققت إنجازات على المستوى الإقليمي، بعد أن فاجأت نتائج المعركة الأصدقاء والخصوم، واكتشف الجميع أنه أمام قيادة قوية ومتماسكة لديها الرؤيا الواضحة والتخطيط الاستراتيجي المتين والقدرة على اللعب بالأوراق التي تمتلكها، والاستفادة من نقاط ضعف العدو وتحييد جزء من أدوات قوته".
أما على المستوى الدولي، بيّن نعيم أن "العديد من الدول باتت ترى في حماس التنظيم الفلسطيني الذي يملك المستقبل، إذ إنه تنظيم شاب ومتماسك، بقيادة حازمة وحكيمة صاحبة رؤيا وبصيرة".
وقال: "هذا الأمر انعكس من خلال كثير من التحولات والاتصالات الجديدة المعلنة وغير المعلنة".
وأكد نعيم أن "هذه المعادلات التي رسختها معركة سيف القدس وثبتتها المقاومة في كل المواجهات التي تلتها، وآخرها في شهر رمضان المبارك حين منعت الاحتلال من تنفيذ مخططاته في المسجد الأقصى، هي المعيار الذي سيقود المرحلة القادمة في كل ساحاتها وجبهاتها".
ويوافق يوم الأربعاء المقبل، الذكرى الثانية لمعركة "سيف القدس"، التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهالي حي الشيخ جراح.
وبدأت المعركة في العاشر من مايو/ أيار 2021، بتوجيه كتائب القسام في تمام الساعة السادسة مساءً ضربة صاروخية تجاه مدينة القدس، ردًا على جرائم الاحتلال التي تصاعدت وتيرتها بحق المسجد الأقصى وسكان الشيخ جراح.