تنظر مجموعة محامون من أجل العدالة ببالغ الخطورة من استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان وتصاعد الاعتقالات التعسفية التي تمارسها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، والإجراءات القمعية التي تتصاعد بشكل كبير .
وأكدت المجموعة في بيان لها، أن جميع الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في ظل غياب أي دور حقيقي فاعل ومستقل للجهاز القضائي الذي فقد ويفقد صلاحياته وهيبته، سيما وأن قرارات التوقيف والتمديد تجري على قدم وساق دون مراعاة للنصوص القانونية، وبتدخل واضح ومباشر وماس بالعمل القضائي واستقلالية السلطة القضائية.
ودعت المجموعة كافة المؤسسات المدنية والحقوقية بضرورة التدخل الفوري لوقف كافة الإجراءات القمعية، ومخاطبة أي جهة رسمية يمكن أن تضمن وقف الاعتقالات والإفراج عن كافة المعتقلين وضمان عدم تعرض أي من المعتقلين للتعذيب، سيما بعد ترحيل الناشط غسان السعدي بطريقة تعسفية وغير قانونية إلى سجن أريحا.
كما دعت إلى مخاطبة وزارة الاقتصاد من أجل ضمان احترام نصوص القانون وعدم الاستجابة لأي تعليمات أمنية تخرج عن السياق المرسوم للإجراءات القانونية، والتي تندرج ضمن حالة القمع المتصاعدة.
وأكدت المجموعة على حرمة الاعتداء على الصحفيين أو التعرض لهم بسبب أو أثناء تأديتهم لعملهم، باعتبار أن المساس بهم يعتبر مخالفة خطيرة لحقوق الانسان والمدافعين عن حقوق الانسان، وتعتبر أن سلوك عناصر الأمن غير مبرر، ويندرج أيضاً في إطار القمع الذي بات نهجاً مستمراً لدى اجهزة السلطة التنفيذية.
ودعت المجموعة كافة المؤسسات والنقابات والفصائل والاطر السياسية والاجتماعية بضرورة التحرك الفوري والعاجل لمتابعة وضع الناشط والناقد السياسي غسان السعدي بعد ترحيله الى سجن اريحا، مع ارتفاع مؤشرات احتمال تعرضه للتعذيب بسبب نقله غير المبرر الى سجن محافظة اريحا.
وقالت المجموعة في بيان لها، إنها تتابع اعتقال كل من عبد الله الصوص وإسماعيل أبو شخيدم المعتقلين لدى جهاز الأمن الوقائي في رام الله والموقفين على ذمة الجهاز المذكور منذ تاريخ ٢٧-٤-٢٠٢٣ قبل أن يتم إحالتهما إلى نيابة رام الله وتمديد توقيف كل واحد منهما لمدة ٧ أيام بتاريخ ٣٠-٤-٢٠٢٣م، فيما أعلن المعتقلين المذكورين اضرابهما عن الطعام فور توقيفهما وفق ما تبلغت به المجموعة.
وفي مدينة طولكرم تابعت المجموعة اعتقال الأسير المحرر اسحاق محميد من سكان مخيم نور شمس بعد اعتقاله من قبل عناصر مدنية تتبع جهاز مخابرات طولكرم، قبل أن تمدد محكمة الصلح توقيفه مدة ٥ أيام بطلب من نيابة طولكرم بتهمة جمع وتلقي أموال.
وفي مدينة جنين تابعت المجموعة قمع الأجهزة الأمنية لمظاهرة شعبية واعتقال مجموعة من المواطنين والناشطين بتاريخ ٢-٥-٢٠٢٣ عشية الإعلان عن استشهاد الأسير خضر عدنان في سجون الاحتلال، حيث تابع محامي المجموعة عبد الحميد السعدي اعتقال كل من الناشط غسان السعدي بالإضافة لاعتقال كل من ربيع هزوزي وصلاح طرزي ومحمود علي، بعد إحالتهم للنيابة العامة بعد يومين من الاعتقال دون مراعاة للمدد القانونية.
فيما مددت المحكمة توقيف المذكورين بتهم تخريب ممتلكات عامة وإطلاق مفرقعات، بناء على طلب نيابة جنين، بالإضافة لتمديد توقيف الناشط غسان السعدي مدة ٧ أيام بتهمة حيازة سلاح بدون ترخيص قبل أن يتم ترحيله مساء الخميس موقوفاً لسجن أريحا بناءً على تأكيد الخبر من نيابة جنين لمحامي المجموعة.
وفي مدينة قلقيلية وثقت المجموعة قيام الأجهزة الأمنية المشتركة بإغلاق مركز عصفور فلسطين الثقافي دون سابق إنذار أو إحضار أي قرار من جهة مختصة يجيز هذا الإجراء، حيث تفاجأت مديرة المركز بإغلاق باب المركز بالحديد والقضبان صبيحة يوم ١-٥-٢٠٢٣ وبشكل تعسفي بعد مصادرة مقتنيات المركز دون المرور بالإجراءات القانونية.
ويأتي هذا الإجراء بعد رفض مديرة المركز الدكتورة زهرة خدرج الامتثال لمقابلة المخابرات والأمن الوقائي بعد استدعائها للمقابلة على خلفية نشاطات المركز، علماً بأن المركز مسجل كشركة عادية عامة لدى وزارة الاقتصاد، فيما أكدت مديرة المركز للمجموعة رفض وزارة الاقتصاد إصدار شهادة جديدة للمركز المسجل كشركة.
وفي هذا السياق أكدت المجموعة على خطورة استخدام الاجهزة الامنية للمؤسسات الرسمية المدنية بما في ذلك وزارة الاقتصاد في اجراءات القمع التي تطال المراكز والمؤسسات والاشخاص المسجلين كشركات في سجل الشركات التابع لوزارة الاقتصاد، وتعتبرها خطوة في اتجاه المزيد من القمع.
وفي مدينة نابلس، تابعت المجموعة ما أُعلن ظهر اليوم عن تعرض الصحفي جعفر اشتيه للاعتداء بالقمع ومنعه من تصوير جنازة شهيدة وتعرض نجله للضرب المبرح من قبل عناصر الشرطة اثناء تواجدهم في مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، واحتجازهم لعدة ساعات بشكل تعسفي.