قال محللون وكتاب، يوم الثلاثاء، إن رد المقاومة الفلسطينية على استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان داخل سجون الاحتلال يحمل عدة مدلولات مهمة.
وأجمع هؤلاء أن من أهم الدلالات هو أن قضية الأسرى على رأس أولويات المقاومة والشعب الفلسطيني.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، "إن قضية الأسرى على رأس أولويات الشعب الفلسطيني، واستمرار الجرائم بحق الأسرى كفيل بتفجير معارك كبرى بين المقاومة والاحتلال، وقد ثبتت المقاومة أنها مستعدة للدخول في مواجهات عسكرية مع الاحتلال للدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال".
وأضاف "التنسيق الفصائلي العالي مربك للاحتلال وبدا واضحًا أن الاحتلال حاول أن يجعل المعركة مع فصيل فلسطيني بعينه، ضمن سياسة التفرد، وقد صدم من حالة الرد المنسق عليه".
وأشار الرفاتي إلى الاحتلال متخوف من تطور الأحداث وتصاعدها، "وقد كان حذرًا في استهدافاته بألا تؤدي لتوسيع معادلة القصف المتبادل، ويأتي خوف الاحتلال من توسع التصعيد خشية دخول جبهات أخرى على الخط وتعقد المواجهة وتطورها لتصبح مواجهة متعددة الجبهات".
وقال إن "الجولة الحالية ستزيد من الانتقادات الداخلية لحكومة نتنياهو، وستتواصل الاحتجاجات والتظاهرات ضد الحكومة في دولة الاحتلال خلال الأيام المقبلة".
أما بخصوص الردود على اغتيال الشهيد الشيخ خضر عدنان، فتوقع الكاتب الرفاتي أنها لن تتوقف، "وهي مرشحة للتصاعد بشكل كبير في الضفة المحتلة خلال الساعات المقبلة، وهو ما سيكون له تأثير كبير على الاحتلال".
وبخصوص القبة الحديدية الإسرائيلية، قال "إن وحدات السايبر والحرب الالكترونية أثبتت قدرتهم العالية في التأثير على مسار المعارك بين المقاومة والاحتلال بعدما وجهوا ضربات عدة له وخاصة استهداف القبة الحديدية وقطع الكهرباء عن بعض المناطق وغيرها من الهجمات".
من جانبه، قال الكاتب شرحبيل الغريب "إن 24 ساعة من المواجهة العسكرية المدروسة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ردًا على اغتيال الأسير الشيخ خضر عدنان، كانت أقل من معركة مفتوحة وأكثر من رد، رسخت فيها المقاومة معادلة جديدة أن الأسرى كما المسرى".
وتابع "على الاحتلال الاسرائيلي أن يعلم أن وراء الأسرى مقاومة لا ولن تتركهم فريسة إلى مزايدات بن غفير وحكومة نتنياهو المأزومة".
ولفت إلى أن هذه المواجهة جاءت بمعادلة عنوانها "حياة الأسرى وكرامتهم من كرامة الشعب الفلسطيني وأن على الاحتلال أن يفكر ألف مرة قبل المساس بأي أسير فلسطيني".
واعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أن إقرار الاحتلال اليوم بتراجع أداء منظومة "القبة الحديدية" وفشلها في اعتراض الكثير من الصواريخ التي أطلقت اليوم قد يفرمل اندفاعه نحو تصعيد واسع يفضي إلى مواجهة شاملة.
ويرجع النعامي ذلك وفق تحليله، لتواضع أداء "القبة"، "ما يعني أن مواجهة شاملة ستعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمخاطر كبيرة".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، "إن الجولة أثبتت أن قضية الأسرى كما القدس والأقصى واللاجئين، وهي صواعق التفجير التي على الاحتلال أن يأخذها بعين الاعتبار، وهي ضمن القضايا الوطنية الكبرى".
وتابع "المقاومة تعلي من قيمة حرية الإنسان كما حرية الأرض والمقدسات، ومستعدة للتضحية من أجلهم جميعًا، واستطاعت المقاومة أن تقدم نموذجًا وطنيًا في العمل الموحد في مواجهة الاحتلال الذي يعاني من التفكك الداخلي".
ولفت الظاظا أن غرفة العمليات المشتركة حافظت على قواعد اشتباك تتناسب مع طبيعة الميدان، وفرضت على الاحتلال حسابات أمنية وعسكرية أثبتت تراجع "نظرية الردع" التي كان يتبجح بها على مدار سنوات.
وقال "إن تنويع وتطوير المقاومة لأسلحتها العسكرية والاستخبارية عززت من فرص استقطاب خبرات وعقول عربية وإقليمية في مواجهة الاحتلال".
وأشار الظاظا إلى أن الحالة السياسية المتناقضة داخل حكومة الاحتلال، بالإضافة إلى الصراع مع المعارضة، عمل على تعقيد حسابات الاحتلال وخوفه من الذهاب إلى مواجهة مفتوحة، يدرك أنها لن تردع المقاومة وستسقط الحكومة الحالية.