ماذا يعني "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى؟

القدس المحتلة - خاص صفا

تواصل "جماعات الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، في محاولة لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح "قرابين الفصح" العبري داخل المسجد الأقصى المبارك، إذ رصدت مكافأة مالية بقيمة 20 ألف شيقل لكل مستوطن ينجح بذبحها في المسجد.

وفي خطوة عدوانية غير مسبوقة، دعت "منظمات الهيكل"، أنصارها إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع مساء الأربعاء المقبل عند أبواب الأقصى، عشية ما يسمى "عيد الفصح" الذي يبدأ في السادس من أبريل/ نيسان الجاري، وحددت ساعة التجمع عند 10:30 ليلًا.

وتصر الجماعات المتطرفة على إحياء طقوس "القربان"، كونها تشكل إحياءً لـ"الهيكل" المزعوم، فماذا يعني "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى؟، وما أهمية مثل هذه الخطوة بالنسبة لتلك الجماعات؟.

منذ عام ٢٠١٤، و"منظمات الهيكل" تضع نصب أعينها قضية تقديم "قربان الفصح" داخل الأقصى، وتعمل على الإحياء العملي لتلك الطقوس، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك.

ووفقًا للتعاليم التوراتية، فإن "القربان يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن ينثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم المتطرفون أنها بُنيت داخل ساحات الأقصى لإخفاء آثار المذبح التوراتي".

و"القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل، بحسب الزعم التوراتي، وحين اندثر الهيكل، اندثرت معه تقديم القرابين، وخسرت اليهودية هذا الشكل من العبادة القربانية".

"إحياء الهيكل"

ويشكل "إحياء طقس القربان إحياءً معنويًا للهيكل"، ويتم التعامل مع المسجد الأقصى، باعتباره هيكلًا حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية.

وخلال سنوات ماضية، قدمت "جماعات الهيكل" طلبًا عبر محاكم الاحتلال لإحياء "طقوس القربان" في المسجد الأقصى، إلا أنها تتلقى رفضًا، خشية من انفجار الأوضاع.

لكن اليوم تنظر الجماعات إلى وجود "الصهيونية الدينية" في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، باعتبارها نافذة تاريخية لفرض أحلامها تجاه الأقصى، وبدأت حملة محمومة للدعوة إلى فرض القربان داخل المسجد المبارك.

وبات معظم حاخامات وناشطي الجماعات المتطرفة مقتنعين أن "الوقت حان لتقديم القربان في المسجد الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولة عبر المحكمة منذ عام 2010، والإحياء العملي لطقوس القربان في عدة أماكن حول الأقصى منذ 2014".

ويعد زعيم حركة "العودة إلى جبل المعبد" المتطرف رفائيل موريس من "صقور جماعات المعبد"، ويتزعم التيار المنادي بفرض كامل الطقوس بالمسجد الأقصى، وهو يحاول مع جماعته تهريب سخل (صغير الماعز) إلى المسجد في كل عام لذبح "القربان" فيه.

ولتحقيق هذه الخطوة العدوانية، أرسل 15 حاخامًا من حزب "الصهيونية الدينية" رسالة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، يطالبونهما فيها السماح لهم بـ"ذبح قرابين عيد الفصح" في المسجد الأقصى.

وللعام التاسع على التوالي، تجري "جماعات الهيكل" محاكاة لـ "قربان الفصح" قرب الأقصى، تمهيدًا لفرضه داخل المسجد في أقرب فرصة مواتية.

وأمس الأحد، نظمت الجماعات المتطرفة محاكاة لـ"قربان الفصح" التوراتي في ساحة مركز "ديفيدسون" جنوب غربي المسجد الأقصى، بمشاركة مجموعة من نشطائها الذين تؤهلهم للتحول إلى طبقة "الكهنة" للهيكل المزعوم.

وبدأت "مسيرة إحياء القربان، باعتباره ذروة الطقوس التوراتية في الهيكل المزعوم، بحسب التخيل التوراتي، وبدأت بتأهيل "طبقة الكهنة" وتدريبها على طقوس القربان، متخذة من ذلك مدخلًا للتأسيس المعنوي للهيكل على طريق تأسيسه المادي".

مسيرة من المحاولات

ومضى على مسيرة إحياء "طقوس القربان" 15 عامًا، وخلال العام 2014، قدمت "جماعات الهيكل" القربان في قرية لفتا المقدسية المهجّرة، وفي عام 2015، كما جرى تقديمه في مستوطنة "شيلو" على أراضي قريوت شمال شرقي رام الله.

وفي عام 2016، وبعدما تأكدت من إتقان "طقوس القربان"، نقلت "جماعات الهيكل" المحاكاة إلى جبل الزيتون شرق المسجد الأقصى.

أما في عام 2017، نقلت "جماعات الهيكل" القربان إلى داخل البلدة القديمة أمام "كنيس الخراب"، لأول مرة منذ احتلال الأقصى.

وفي عام 2018، نفذت محاكاة القربان عند القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى.

وفي العام 2019، قُدّمت في البلدة القديمة قرب سوق اللحامين المطل على الأقصى، فيما قُدمت عام 2021 في ساحة مركز "ديفيدسون" داخل باب المغاربة في سور المدينة المقدسة.

وفي عام 2022، نفذت الجماعات المتطرفة محاكاة "تقديم القربان" في منطقة القصور الأموية الملاصقة للأقصى.

وخلال العام 2023، تحاول "جماعات الهيكل" إدخال و"ذبح القرابين" داخل الأقصى، مستغلة نفوذها الحكومي غير المسبوق، عبر وجود 16 وزيرًا في حكومة نتنياهو يتبنون مقولاتها، بعضهم من أعضائها المباشرين مثل المتطرف إيتمار بن غفير، المسؤول المباشر عن قواعد الاشتباك في الأقصى.

أ ج/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة