أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم حصار قوات الاحتلال البلدة القديمة والمسجد ومنع الشبان من الوصول إليه.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن 50 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وصلاة الغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع المدينة ومداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ونصبت الحواجز الحديدية عند بواباتها.
ومنعت القوات عشرات الشبان من الوصول إلى المسجد الاقصى، بعد توقيفهم عند بوابات البلدة القديمة وتحرير هويتهم وفحصها، والتنكيل بآخرين.
وقال خطيب المسجد الأقصى خالد أبو جمعة، إن "قلوبنا وعقولنا تطير هناك إلى غزة هاشم، فقد دخل عليهم عام جديد، وهم يعانون من الخوف والجوع والعطش مع البرد الشديد، وانعدام العلاج ونقص الأدوية وانتشار الامراض والأوبئة واستفحال المجاعة".
وانتقد أبو جمعة، تخاذل العالم عن نصرة غزة، مضيفًا: "عام مضى وعام جديد يدخل عليهم والعالم ينظر إليهم عبر القنوات المفتوحة والبث المباشر، سقطت جميع القيم والمنظمات والأنظمة الدولية".
وتابع: "عام مضى وانقضى والأمة الإسلامية ما زالت غائبة مغيبة عنا في سبات عميق، عام مضى وغزة تعاني شرخاً بل شروخاً، وهي تكابد الويلات والنكبات والصراعات".
وعن فلسطين، قال أبو جمعة: "عام مضى وفلسطين تئن من الجراح دون مقومات الحياة، نعيش في فتن ونحن نرى دماءنا تسيل وجثثنا متناثرة وأشلاء متفحمة وزهورًا تذبل، وأبنية تهدم".
ودعا الشيخ أبو جمعة إلى الوحدة، مردفًا: "ما أحوجنا في ظل المحنة أن ننبذ الخلاف ونصف صفوفنا ونوحد كلمتنا، حتى نكون يداً واحدة على من عادانا".
وأكد أبو جمعة، أن "القدس تاريخ وأرض ومقدسات ومعالم هي إرث للمسلمين فقط، واجب علينا الرعاية، فهو ليس خياراً يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون".
وشدد على أن "الاهتمام بمدينة القدس واجب ديني فهي أرض الأنبياء والمرسلين، ومهبط الرسالات السماوية، فكيف ينساها المسلمون ويفرط بها، وهي مرتبطة بعقيدتهم وشريعتهم؟"، مؤكدًا أن القدس أمانة في أعناق المسلمين، وإن الله سائل عنها يوم القيامة.