يوافق اليوم السبت، الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عمر صالح البرغوثي "أبو عاصف"، الذي عرف بلقب "جبل فلسطين".
من هو الشيخ عمر البرغوثي؟
عمر صالح البرغوثي (68عامًا)، اسم لامع جامع تردد كثيرًا في مدن وبلدات فلسطين وفي السجون وفي أقبية التحقيق، يعرفه الكبير والصغير.
نشأ في قرية كوبر شمال غرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وأمضى في سجون الاحتلال (27 عاما)، بمجموع اعتقالات (17 اعتقالا)، قضى منها (13 عاما) في الحبس الإداري.
نشط البرغوثي في صفوف حركة فتح عام 1976 في بداية مشواره النضالي، وبعد ثلاث سنوات اعتقل وشقيقه نائل البرغوثي وابن عمهم فخري البرغوثي بعد تنفيذ عملية قتل خلالها ضابط إسرائيلي، ليصدر عليهم حكما بالمؤبد.
وتحرر البرغوثي من أول اعتقال في صفقة تبادل الأسرى عام 85، فيما توالت الاعتقالات بحقه حتى هذا العام، إذ أفرج الاحتلال عنه قبل ثلاثة شهور من وفاته.
وعرف عنه معارضته لاتفاقية أوسلو ومشروع التسوية، وخرج على إثرها من صفوف حركة فتح وانضم إلى صفوف حماس وكان من أبرز قياداتها على مستوى الضفة الغربية، وكان من القيادات العسكرية التي أسست كتائب القسام والمشرف المباشر على العديد من العمليات وخلايا القسام.
وعرف البرغوثي بصلابته وشدته وعنفوانه في أقبية التحقيق لدى الاحتلال، فقد اقتلع المحققون شعر رأسه خلال إحدى جولات التحقيق.
وفي أواخر عام 2018 اغتالت وحدة خاصة إسرائيلية نجله صالح، بعد الكشف عن تنفيذه لعملية قرب مستوطنة "عوفرا" شرق رام الله، فيما يقضي نجله عاصم حكما بالمؤبد أربع مرات، بعد تنفذه عملية قتل خلالها جنود ردا على استشهاد أخيه.
وهدمت قوات الاحتلال منازل العائلة واعتقلت زوجته وأولاده والكثير من أفراد عائلته، إلا أن البرغوثي لم يأبه بإجراءات الاحتلال، وكان دائما يدعو لمقاومتهم وحمل السلاح في وجه الاحتلال والدفاع عن الحقوق.
ومن المواقف المشهورة للبرغوثي أنه اعتقل في أواخر ثمانينات القرن الماضي برفقة مطاردين من الجبهة الديمقراطية وفتح، فاستشاط ضباط المخابرات غضبا وسؤالهم عن سبب وجوده معهم فرد عليهم: "أي واحد بطخ عليكم أنا معاه".
ويقبع شقيق البرغوثي "نائل" في سجون الاحتلال منذ 42 عاما وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، إذ أعاد الاحتلال اعتقاله قبل سبعة أعوام بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
وأصيب البرغوثي بفيروس كورونا، وساءت حالته الصحية حتى فارق الحياة بعد ظهر يوم 25 مارس الماضي.
وعمت أجواء الحزن جميع الأراضي الفلسطينية بوفاة البرغوثي، إذا أمضى حياته أسيرا ومصلحا ومربيا وواعظا.
ويتصف بمرافقته للجيل الشاب، حيث يطلقون عليه ألقاب "سيدي عمر .. جبل فلسطين".