استخراج الأوراق الثبوتية.. عبء يثقل كاهل الفلسطينيين في شمال سوريا وتركيا

تركيا - صفا

يواجه آلاف النازحين الفلسطينيين في مناطق سيطرة "المعارضة" شمال سوريا وفي تركيا صعوبات كبيرة في استخراج أوراقهم الثبوتية من المؤسسات الحكومية في دمشق وغيرها من المدن السورية، حيث تشترط دوائر الدولة السورية وجود الشخص أو أحد أفراد العائلة، فيما تعتبر السلطات السورية الآلاف منهم معارضين ومطلوبين لأجهزتها الأمنية.

وتجلّت هذه الأزمة وفاقمها فرض سفارة فلسطين في تركيا شروطًا جديدة على فلسطيني سوريا الراغبين بالتقدم لمعاملة استصدار جواز سفر لأول مرة أو تجديد الجواز القديم، بإحضار الأوراق الثبوتية التالية، شهادة ميلاد أصلية / طبق الأصل، بيان قيد عائلي حديث، كرت "الأونروا"، صورة عن جواز سفر الأم، والأب، صورة عن جواز سفر الزوج/ الزوجة، على أن تكون مصدقة من الخارجية السورية والقنصلية الفلسطينية بدمشق.

إضافة إلى ذلك، هناك مئات العائلات الفلسطينية محرومة من تسجيل مواليدهم في شمال سوريا وتركيا، وبالتالي محرومون من أبسط حقوقهم المدنية كالصحة والتعليم وغيرها، لا سيما عشرات العائلات التي لا تملك بطاقة الإقامة المؤقتة "كملك" في تركيا.

وحول ذلك، ذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أن الشكاوى التي وصلتهم توضح أن العديد من العائلات الفلسطينية السورية في تركيا لم يعد لهم أي أقرباء داخل سوريا من أجل استخراج تلك الأوراق الثبوتية، مما سيضطرهم للجوء إلى القنصلية السورية في إسطنبول من أجل أخذ موعد مسبق، وهذا الأمر سيدخلهم في دوامة الانتظار الطويل لاستخراج وتصديق تلك الأوراق، مما يحرمهم من تجديد إقاماتهم في تركيا جراء عدم تجديد جواز السلطة بموعده المحدد.

وأضافت، سيعرضهم اللجوء للقنصلية للابتزاز من قبل "سماسرة المواعيد" الذين يتواجدون أمام باب القنصلية، والذين يتقاضون مبلغًا يتراوح بين 300 إلى500 دولار لتأمين حجز موعد مستعجل لتصديق بيان عائلي أو شهادة ميلاد وغيرها من الأوراق الثبوتية من القنصلية السورية في إسطنبول.

وأوضحت المجموعة أنّ المشكلة التي يعاني منها آلاف الفلسطينيين بدأت مع نزوحهم الاضطراري من مخيماتهم وتجمعاتهم تحت القصف الذي أفقدهم ممتلكاتهم وأوراقهم الثبوتية، أو نزوحهم القسري الذي أجبرهم عليه النظام السوري تحت التهديد بالقتل أو الاعتقال أو التسوية.

ولفتت مجموعة العمل إلى أن ما زاد من صعوبات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا رفع "الأونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية الغطاء عنهم، ليواجهوا مصيرهم ويُفقدهم الخدمات الصحية والتعليمية والمساعدات الإغاثية خوفًا من النظام السوري.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية في تركيا ما بين 12 إلى 15 ألف لاجئ فلسطيني، في حين تقطن قرابة 1500 عائلة فلسطينية سورية في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال سوريا.

 

د ف

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة