تفتح تصريحات نائب قائد أركان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مروان عيسى الباب أمام كل الاحتمالات بشأن وتيرة الأوضاع المتسارعة في فلسطين واشتعال المقاومة ضد الاحتلال.
وفي تصريحات نادرة، قال مروان عيسى اليوم الأربعاء إن المشروع السياسي في الضفة الغربية المحتلة انتهى، مشددًا على أن "العدو أنهى أوسلو، وأن الأيام القادمة حبلى بالأحداث".
وحذر القائد عيسى من أن "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال"، موكدًا "أننا سندافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر".
وتأتي تصريحاته في ظل تصاعد حالة المقاومة في الضفة والقدس المحتلتين وارتفاع وتيرة العمليات الفدائية.
ويرى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لوكالة "صفا" أن المقاومة ذاهبة نحو إشعال الأوضاع أكثر في الضفة المحتلة ردًا على جرائم الاحتلال، مؤكدين أن قطاع غزة ليس بعيدًا عن دائرة الأحداث وهو جاهز لكل الخيارات.
ساحة مشتعلة
وبهذا الصدد يقول المحلل السياسي عدنان أبو عامر: "هناك توجه لدى قيادة المقاومة بأن تكون ساحة الضفة الغربية هي ساحة الصراع الحقيقية مع الاحتلال في ظل التوسع الاستيطاني وعنف المستوطنين وإرهابهم ومحاولة تغيير الوضع الراهن في الأقصى".
ويشير أبو عامر في حديث لوكالة "صفا" إلى أن قيادة المقاومة تسعى بكل الطرق لجعل ساحة الضفة الغربية مشتعلة في الفترة المقبلة وزيادة الضغط على الاحتلال واستنزافه عسكريا وعملياتيًا عبر الهجمات المسلحة بين حين وآخر سواء في الداخل المحتل أو الضفة المحتلة.
ويضيف "من الواضح أن هناك حالة من ديمومة العمليات في الضفة الغربية وتناميًا لها سواء كميًا أو نوعيًا وتعدد أنواعها من عمليات الدهس إلى الطعن وإطلاق النار واقتحام المواقع الإسرائيلية فضلًا عن توسعها جغرافيًا بعدما كانت مقتصرة على نابلس وجنين".
ويؤكد أبو عامر أن المقاومة عازمة هذه المرة على تدفيع الاحتلال أثمانًا بشرية وعسكرية وأمنية باهظة بسبب استمراره في جرائمه.
وحول ما ذكره القائد عيسى بأن المشروع السياسي انتهى، يقول أبو عامر: "بعد قرابة 3 عقود من اتفاق أوسلو لم يتبقَ منه إلا موضوع التنسيق الأمني مع الاحتلال، بينما المشروع السياسي وإقامة الدولة لم يؤتِ أكله باعتراف أصحاب الاتفاق".
ويتابع "30 عامًا كانت وبالًا على الفلسطينيين وخسارة لهم بعدما ضرب الاحتلال بالاتفاق عرض الحائط وواصل الاستيطان وجرائمه في الضفة الغربية".
وبالنسبة لموقف المقاومة في قطاع غزة من الأوضاع الجارية، يلفت أبو عامر إلى أنها لم تغب يومًا عن ساحة الصراع بل هي في القلب منها، وفي كل محطة من المحطات كانت حاضرة سواء بصورة مباشرة من خلال المواجهة العسكرية أو غير مباشر عبر الدعم والإسناد.
ويشدد على أن "قطاع غزة ليس بالضرورة مطالب بأن يكون على موعد مع حرب طاحنة ومواجهة عسكرية مفتوحة لأن الاحتلال يدرك أنه موجود في الموجة الحالية من العمليات من خلال الدعم المالي والأمني والمعنوي".
مواجهة كبيرة وواسعة
المحلل السياسي مصطفى الصواف يعتقد أن حديث القيادي عيسى يعني أن المقاومة "ستقلب الطاولة" في حال تعدى الاحتلال على المسجد الأقصى ونفذ مخططاته فيه.
ويضيف في حديثه لوكالة "صفا" أن "الاحتلال سيعمل على تغيير الأوضاع في القدس، ولو حدث ذلك ستتحول المنطقة إلى زلزال".
ويشير الصواف إلى "المقاومة تدرك أن الضفة هي ساحة المواجهة مع الاحتلال، وأن قطاع غزة سيكون على عهده مع المقاومة هناك".
ويؤكد أن "المقاومة في غزة تراقب كل ما يخطط له الاحتلال ويريد تنفيذه في القدس، وتعتبر المدينة خط أحمر والمساس بها سيفجر المنطقة بأكملها".
ويرى الصواف أن "حديث عيسى يؤكد أننا في الساعات الأخيرة لمواجهة كبيرة وواسعة بكل معنى الكلمة".
ويلفت إلى أن تصريحات عيسى تأتي بعد 24 ساعة من تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وهو ما يدل على أن الأوضاع مقبلة على حالة تدهور كبيرة في ظل تخطيط الاحتلال للاعتداء على الأقصى.
ويمضي الصواف قائلا: "ربما تصريحات مروان عيسى أكثر وضوحًا وأشد تحذيرًا وتحمل أمرًا جديدًا للمقاومة في الضفة، وتؤكد مجددًا أن حماس تراقب تصرفات الاحتلال وما يخطط له وأنها جاهزة لمساندة الضفة والقدس بكل ما تملك من قوة".