كُشف النقاب عن تدريب وحدة جديدة من ميليشيات المستوطنين ستتبع مباشرة لوزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، في المدن المختلطة بالداخل الفلسطيني المحتل، مركزها بمدينة اللد، استعدادًا لأي أحداث وتوترات قد تطرأ في شهر رمضان المبارك، وهدفها قمع الفلسطينيين في المدينة.
والكتيبة التي أعلن بن غفير عن تشكيلها قال إنها ستكون من يهود يعيشون في مدينة اللد "لتعزيز عمل شرطة الاحتلال في المدن التي يسكنها فلسطينيون ويهود".
وذكرت قناة "كان" العبرية أمس الإثنين، أنه تم الكشف خلال لجنة الأمن القومي في الكنيست عن تدريب شرطة الاحتلال لهذه الكتيبة، زاعمة أنها ستكون "من المتطوعين المدنيين".
وأفادت القناة بأن المواد التي تلقتها اللجنة البرلمانية التي يرأسها عضو الكنيست "تسفيكا فوغل" من حزب "عوتسماه يهوديت" تظهر أن "الشرطة الإسرائيلية دربت ومولت في الأشهر الأخيرة كتيبة من المتطوعين من مدينة اللد".
ويتوسط أهالي اللد حالة من التوتر الشديد والغضب على خلفية الإعلان عن تشكيل الوحدة المذكورة، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهات على غرار ما حدث في فيها، خلال هبة الكرامة بمايو العام المنصرم، والتي كانت اللد شعلتها في أراضي الـ48.
خريجون عسكريون
ويقول القيادي في اللد محمد شريقي لوكالة "صفا": "إن الميليشات بشكل عام نشِط تشكيلها في اللد بعد هبة الكرامة بمايو عام 2021، وقد جلبهم رئيس بلدية الاحتلال خلال أحداثها لمهاجمة سكان المدينة خلال تظاهراتهم".
ويضيف "يأتي اليوم المتطرف بن غفير بعد أكثر من عام على الهبة، ليعزز ويدرب هذه الميليشيات وينشئ ما تسمى بكتيبة متطوعين، وهذا على حساب العمل الشرطي في المدينة".
ولكن شريقي يؤكد أن العمل الشرطي لعناصر الاحتلال أصلًا لا يعول عليه أهل اللد، لأنهم شاهدوا تعاملها معهم في أحداث هبة الكرامة، وحمايتهم للمستوطنين في اعتداءاتهم على المدينة وممتلكات المواطنين وأرواحهم.
ويصف هذه الكتيبة بأنها "ميليشيات قسم منها كبير هم من خريجي وحدات خاصة بالجيش الإسرائيلي، وآخر من خريجي جهاز شرطة الاحتلال، وقسم من المستوطنين الذين يحقدون على كل ما هو فلسطيني".
والهدف الأكبر لتشكيل هذه الميليشيات يعيه جيدًا أهل اللد، والمتمثل بإفراغ المدينة من سكانها، لذلك فهي لن تؤدي إلا إلى المزيد من تجذرهم فيها، يقول شريقي.
كما يرى أن "هذه الكتيبة هي تتويج للوضع المتوتر في اللد منذ هبة الكرامة وامتدادًا لليوم، وبن غفير يظن أنه بهذه الميليشيات يستطيع أن يقوم بردع وقتل الفلسطينيين، ونسي أنه ليس مجرد رئيس عصابة عليه 53 ملف جنائي، وسيكسر أنفه أهل اللد".
ويشدد على أن أهل اللد في حالة احتقان شديد وهم بحال يقظة تجاه أفعال وسياسات هذا المتطرف، لكونه يخفي حقدًا كبيرًا على اللد تحديدًا، لما عرف عنها بأنها عصية على الاحتلال ومستوطنيه.
ويبلغ عدد الفلسطينيين في اللد 30 ألف نسمة من أصل 76 ألف نسمة هو العدد المجمل للسكان فيها.
وكانت اللد شرارة أحداث هبة الكرامة في مايو عام 2021، التي اندلعت دفاعًا عن المسجد الأقصى، وتنديدًا بالعدوان على غزة وأهالي الشيخ جراح، حيث شهدت مواجهات استشهد فيها الشاب موسى حسونة، وأصيب العشرات.
وعلى خلفية الهبة اعتقل جهازي شرطة الاحتلال و"الشاباك" المئات من شبان المدينة، والآلاف من مدن الداخل، فيما شكلت هبة الكرامة صدمة وصفعة للمشاريع الإسرائيلية التي حاولت "أسرلة" عقول الشبان بأراضي الـ48 ومحو هويتهم الوطنية الفلسطينية.