وصفت صحيفة أمريكية مجموعات "عرين الأسود"، وخصوصًا في نابلس أنها "جاذبة" للشباب الفلسطيني الذي "خاب أمله من قيادته السياسية بالضفة الغربية"، وأن تلك المجموعات تفعل ما لا تفعله السلطة الفلسطينية وهو "محاربة إسرائيل".
وجاء في تقريرٍ مطوّل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وفق ترجمة وكالة"صفا"، أن ظهور مجموعة عرين الأسود في الضفة نابعٌ من التأييد المتزايد من الفلسطينيين للمقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، فيما يتسع نطاق المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية، عدا عن الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد أهالي الضفة، وليس انتهاءً بـ"سلطة فلسطينية فاسدة وغير فعّالة".
وقالت إن هذه المجموعات المسلحة-عرين الأسود- "محطّ إعجاب من أهالي نابلس؛ فصور أعضاء المجموعة معلقة في الميدان الرئيسي للمدينة وعلى واجهات المتاجر ونوافذ السيارات وحتى على خلفيات شاشات الهواتف النقالة، فيما تضجّ أناشيد العرين في المقاهي هناك".
وبحسب الصحيفة، "يعكس هذا الدعم الاجتماعي لعرين الأسود كيف أن المسلحين أصبحوا بالنسبة للعديد من الأهالي، يفعلون ما لا تفعله السلطة الفلسطينية، وهو محاربة إسرائيل".
وتنقل عن المسؤول المجتمعي في حركة فتح عميد المصري قوله إن "هذه المجموعات المقاتلة بلا أفق سياسي واضح، وهم يعانون من البطالة المرتفعة، عدا عن تزايد وتيرة الاستيطان وجرائم الاحتلال، لذا فإن تراكم كل ذلك دفعهم للقيام بشيءٍ مختلف وأن عليهم أخذ الأمور بأيديهم".
وقال المصري: "إن بدء انتفاضةٍ ثالثة بحاجة إلى قرارٍ سياسي، وأن ذلك لم يُتخذ بعد، داعيًا الجنة المركزية لحركته لاتخاذ ذلك القرار".
وتثير الصحيفة تساؤلاً حول إذا ما كان الفلسطينيون على وشك بدء انتفاضة ثالثة، في الوقت الذي وصف التقرير أن المقاومة المسلحة تلقى دعمًا اجتماعيًا في جميع أنحاء نابلس.
وتشير إلى أن القيادة السياسية بالضفة تعتقد أن انتفاضةً مماثلة "ستضر بالفلسطينيين أكثر من جلبها للنفع وأنها مترددةٌ بشأن تغير الخطة السياسية"، لافتةً إلى أن ذلك التردد هو الدافع للجيل الفلسطيني الشاب لتشكيل مجموعات مقاتلة مثل "عرين الأسود".
وتنقل الصحيفة كذلك عن استطلاع رأي عُقد في نهاية العام الماضي، أشار إلى أن أكثر من نصف فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة يؤيدون اندلاع انتفاضةٍ ثالثة، وأن أكثر من 70% منهم يؤيدون عرين الأسود، فيما يرى أعضاء هذه المجموعة المسلحة أن الانتفاضة الثالثة "جارية بالفعل".
وتشير إلى أن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية رفضوا دعوة القيادي بحركة فتح، عزام الأحمد للأجهزة الأمنية للتصدي لقوات الاحتلال.