دانت فصائل العمل الوطني والإسلامي والقوى الشعبية والمدنية، مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع العقبة الأمني، داعيةً إياها للتراجع عن هذا "المسار الكارثي ورفض التعاطي مع الخطط الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف شعبنا ومقاومته".
وحذّرت الفصائل الاثنين، خلال لقاء وطني نظمته بمدينة غزة بحضور قادة وشخصيات وطنية من الشتات والضفة الغربية والداخل المحتل "الفريق المتنفذ في السلطة الفلسطينية من تبعات هذا الاجتماع، محمّلةً إياه المسئولية الكاملة عن نتائجه الكارثية".
وشاركت في المؤتمر، الذي تابعته وكالة "صفا"، الفصائل والقوى الشعبية وشخصيات وطنية من قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل والشتات.
وأصدر المجتمعون بيانًا أدانوا فيه مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الأمني، داعين إياها للتراجع عن "هذا المسار الكارثي ورفض التعاطي مع الخطط الأمريكية الصهيونية التي تستهدف شعبنا ومقاومته".
وحذّر المشاركون، في بيان وصل وكالة "صفا"، "الفريق المتنفذ" في السلطة الفلسطينية من تبعات هذا الاجتماع، محمّلين إياها المسؤولية كاملة عن نتائجه الكارثية.
وقال البيان: "تداعت الفصائل لاجتماع طارئ وعاجل اليوم ردًا على الاجتماع الأمني الخطير الذي يتم عقده في مدينة العقبة الأردنية بمشاركة رسمية من السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن "اجتماع العقبة المرفوض شعبياً ووطنيا يأتي في وقت خطير وحساس للغاية، خاصة بعد مجزرة نابلس الأخيرة، وما سبقها من مجازر واعتداءات نابعة من سياسات صهيونية ثابتة تستهدف قضيتنا وشعبنا في كل الاتجاهات وهو التفاف على خيارات شعبنا ومقاومته بكل تشكيلاتها".
وذكر أن "المشاركة الفلسطينية الرسمية في هذا الاجتماع الذي يستهدف المقاومة الفلسطينية المتصاعدة في القدس والضفة وهو جريمة وتجاوز وطني خطير ولا يمكن القبول به أو السكوت عنه ولا بأي وجه من الوجوه".
وأضاف "بل إن هذه المشاركة تنذر بصراع فلسطيني داخلي"، مؤكد أن "شعبنا أوعى من أن يقع في شرك هذا المؤامرات، وهذا ما يخطط له الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤهم عبر خططهم الأمنية المطروحة، إضافة إلى ما يشكله هذا الاجتماع من غطاء رسمي فلسطيني لسياسات الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا وشبابنا الأبطال".
وأكد البيان أن "المقاومة الفلسطينية بكل الأشكال حق مشروع لشعبنا في كل أرض فلسطين، وستتواصل هذه المقاومة رغم كل المؤامرات والتحديات، ولن يجلب الأمن والاستقرار للاحتلال مهما كانت الظروف".
وحذّر الاحتلال من "استمرار اللعب بالنار في مدينة القدس، وفي المسجد الأقصى المبارك"، مؤكدًا أن "شعبنا في الداخل المحتل والضفة والقطاع والشتات لن يتأخر عن حماية مقدساته الإسلامية والمسيحية، أو يسمح للاحتلال بالمس بها أو حرمان شعبنا من حقه الكامل فيها".
وحث البيان أبناء شعبنا على مواصلة التحرك في كل الساحات والميادين دعمًا للمقاومة وتشكيلاتها وحماية لرجالها وإلى تنظيم الفعاليات الجماهيرية المختلفة رفضًا للاجتماع الأمني الخطير.
وشدد على الوحدة الميدانية لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده واستمراره في مواجهة الاحتلال بجميع الوسائل رغم كل محاولات ومؤامرات تركيعه.
وحمّل البيان المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن توفيره الغطاء الدولي لجرائم الاحتلال، محذرًا من أن هذا الدعم للاحتلال سيوسع دائرة الصراع ولن يجلب الأمن للاحتلال وداعميه.
وسبق البيان، كلمة لمنسق لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أشار فيها إلى أن "قمة العقبة الأمنية تنعقد اليوم رغم سيل الدم المتدفق في الضفة الغربية".
وأوضح أن "اجتماع العقبة يأتي كعربون صفح عن جرائم المحتل بحق أهلنا في نابلس وجنين وغطاءً لكل الممارسات القمعية والعنصرية بحق أهلنا في الداخل المحتل الصامد، ولتمرير ممارسات الاحتلال بحق أسرانا الابطال في سجون العدو، وتمهيداً لحملة مسعورة من التهويد لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية".
وأضاف البطش، "نرفض هذا اللقاء الأمني ونُدين المشاركة فيه، ونحذر من مخرجاته التي ستكون سيفاً مسلطاً على أهلنا الضفة وغزة وفي أراضينا المحتلة".
وأكد أن الطريق للحرية يستدعي مناقشة أمننا وحريتنا ومستقبلنا وأن نفكر في استعادة الحقوق، لا مناقشة أمن الاحتلال ومستقبله.
وحذر البطش من انشاء صحوات فلسطينية قد تكون أداة لضرب المقاومة، أو تشكيل ما يسمى "جيش السلام" الذي أرادته بريطانيا في أربعينيات القرن الماضي لإحباط الثورة الفلسطينية.
وانطلق الأحد في مدينة العقبة الأردنية، الاجتماع الأمني السياسي بين السلطة والكيان الإسرائيلي بحضور أردني مصري ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية، في سياق الجهود المبذولة "للوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات بناء ثقة"، وسط رفض شعبي وفصائلي فلسطيني كبير.
وتأتي هذه القمة عقب العدوان الإسرائيلي على نابلس، الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.