يواصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد المسجد الإبراهيمي ومحيطه في مدينة الخليل الضفة الغربية المحتلة، حيث سيطر سيطرة على 63% من المساحة الداخلية للمسجد بالإضافة إلى كافة ساحاته الخارجية.
وقال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي لوكالة "صفا"، السبت، إن الاحتلال يمنع رفع أذان المغرب بشكل يومي في المسجد، ويمنع أذان كل الأوقات أيام السبت وأذاني المغرب والعشاء أيام الجمعة.
وبين الرجبي أن الاحتلال يعيق وصول المواطنين إلى المسجد من خلال عشرات الحواجز العسكرية المنتشرة في البلدة القديمة وفي محيط المسجد.
وأشار إلى محاولات الاحتلال إلى تهويد المكان وتغيير طابعه الإسلامي والتاريخي، وبناء مصعد كهربائي لخدمة للمستوطنين في الساحات الخارجية للمسجد.
وأفاد بأن وزارة الأوقاف أطلقت نحو 25 مبادرة لتعزيز الوجود الفلسطيني والإسلامي في المسجد، من بينها مبادرات أحجية الحرم، ونساء في ضيافة إبراهيم وتنظيم الفجر العظيم.
وشارك مئات المواطنين أمس الجمعة، في مسيرة انطلقت من مسجد علي البكاء باتجاه منطقة باب الزاوية لإحياء ذكرى المجزرة وللمطالبة برفع الإغلاقات عن قلب المدينة ووقف الاستيطان.
واندلعت مواجهات بين المشاركين وقوات الاحتلال عقب قمعها للمسيرة، أسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين بقنابل غازية وصوتية وصفت إصابة أحدهم بالحرجة.
وقال منسق لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان عماد أبو شمسية لوكالة "صفا"، "إن الاحتلال قسم المسجد والبلدة القديمة مكانياً وزمانياً، وإن مجزرة الاحتلال مازالت مستمرة في حق الشجر والحجر والشجر".
وأضاف إن الاحتلال نصب عشرات الحواجز والبوابات الإلكترونية، وأغلق نحو 525 منذ أكثر من 22 عاماً وقتل الحياة في أحياء كاملة في قلب مدينة الخليل.
ولفت إلى أن الاحتلال أغلق شارع الشهداء الذي يربط شمال المدينة بجنوبها، وأجبرت عائلات على ترك منازلهم خشية اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
وأوضح أن الاحتلال يكثف من مشاريعه الاستيطانية في المنطقة، مبيناً أن عدد البؤر الاستيطانية ارتفع إلى 8 بؤر، وحول الاحتلال منازل لعائلات الزعتري وأوبو رجب والرجبي إلى بؤر استيطانية.
وأشار إلى أن قادة الاحتلال وأصحاب القرار ينتمون إلى ذات المنظمة الإرهابية التي كان ينتمي لها الإرهابي غولدشتاين مرتكب مجزرة المسجد الإبراهيمي، ما ينذر بمزيد من الانتهاكات والتضييقات ومحاولات التهويد في قلب الخليل.
وتمر اليوم الذكرى ال29 لارتكاب المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين مجزرة المسجد الإبراهيمي فجر يوم الجمعة في رمضان من عام 1994، والتي أسفرت عن استشهاد 29 فلسطينياً وإصابة 150 آخرين.
وخلال تشييع شهداء المجزرة حينها ارتقى 21 آخرين برصاص جنود الاحتلال، ما رفع مجموع الشهداء إلى 50 شهيداً.
وتلا المجزرة إغلاق المسجد لنحو 6 شهور إلى جانب سياسات وممارسات تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على المسجد ومحيطه وطمس هويته الإسلامية.