قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم إن مشاهد المواجهات العارمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال للمدينة تذكر الجميع بمشاهد غابت عن الأذهان منذ الانتفاضة الاولى وانتفاضة الأقصى.
وقال محلل الشؤون الفلسطينية في الصحيفة آفي زخاروف إن أعداد المتظاهرين في نابلس خلال اقتحام الجيش للمدينة كبيرة جداً ولا تدلل على أن الحالة النضالية الفلسطينية فردية بل باتت أقرب للفعل الجماهيري العام.
وذكر زخاروف كاتب المسلسل الدرامي الإسرائيلي الذي يحاكي عمل القوات الخاصة في الأراضي الفلسطينية "فوضى" والذي استوحت القوات الخاصة في نابلس جزءًا من مشاهده لتطبيقها على أرض الواقع، بأن مشاهد نابلس أمس تدلل على أمر واحد وهو أننا لا نتحدث عن مواجهة بين قوات الجيش ومجموعة معزولة من المسلحين، بل مع جزء كبير من المجتمع الفلسطيني.
وأضاف أن "انضمام رام الله للمواجهات وبعدها قطاع غزة عبر المواجهات على الحدود يذكر ببداية انتفاضة الأقصى عام 2000"، مشيراً إلى أن الموجة واضحة وهي أننا في مقدمة تصعيد كبير.
ولفت إلى أنه "على الرغم من إمكانية وجود مبرر لعملية الجيش في نابلس في وضح النهار ولكن سيكون لها ثمن حيث ستشهد الأيام القادمة مواجهات عنيفة وببالغ الأسف محاولات تنفيذ عمليات انتقامية جديدة".
كما تحدث المحلل عن الإضراب الشامل الذي يسود فلسطين اليوم والذي يدلل على مستوى التعاطف الشعبي مع المقاومين في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بحركة حماس في قطاع غزة، قال زخاروف إن حماس وإن كانت تفضل الإبقاء على غزة خارج اللعبة حالياً إلا أنها قد تقرر لاحقاً المبادرة لإدارة الصراع من جديد في الضفة وغزة.
وأشار إلى أن لدى حماس اليوم عدد الصواريخ المشابه للذي كانت تمتلكه غداة عدوان أيار 2021، حيث يسعى القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إلى مواصلة بناء القوة العسكرية وذلك على الرغم من تقدمه في العمر وإصاباته السابقة.
وأضاف "يواصل الضيف وقيادة الجناح العسكري العمل خلال الأشهر الأخيرة على تطوير كبير لطائرات انتحارية صغيرة قادرة على إيقاع الضرر بالجانب الإسرائيلي، من الصعب التوقع إلى متى سيستمر صبر حماس وبقائها خارج اللعبة، ويبدو أن الأمر متعلق بقرار استراتيجي، ولكن لا يستبعد أن يساهم عدد الشهداء الكبير في تغيير حماس لرأيها".