يبدو أن مهمة الحكومة اليمينية الحالية التي تُصنف بأنها الأكثر تطرفًا منذ نشأة "إسرائيل"، أن تُخرج كل المخططات التي وُضعت سابقًا لتهويد النقب إلى النور، وعلى رأسها مخطط محاصرة أهل القرى مسلوبة الاعتراف وتجميعهم بمنطقة واحدة.

وكُشف حديثاً عن إضافة سلطات الاحتلال لمخطط جديد إلى مخطط تجميع سكان القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب في منطقة قرب بئر السبع، لا تتعدى مساحتها 65 ألف دونم.

وتبلغ مساحة القرى مسلوبة الاعتراف في النقب ما يزيد عن 650 ألف دونم، بالإضافة لآلاف المساحات الأخرى التي هي ملك لسكان القرى المصنفة بأنها معترف بها.

ويقضي المخطط الإضافي لمخطط تهجير سكان هذه القرى، بمحاصرة البو في مناطق معينة، لإرغامهم على الهجرة منها، من خلال سياسة خنق وتضييق ومحاصرة لها.

حصر وخنق

ويقول رئيس المجلس المحلي للقرى مسلوبة الاعتراف عطية الأعسم لوكالة "صفا": "إن مخططات نهب أرض النقب موجودة، ومخطط تجميع سكان القرى مسلوبة الاعتراف موجود، إلا أن مخططًا جديدًا كشفنا عنه، يُضاف إلى مخطط تهجير سكان هذه القرى".

ويضيف: "المخطط ينص على حصر ومحاصرة السكان في مناطقهم والتضييق عليهم في كل نواحي الحياة".

ويرمي المخطط الإضافي لهدفين، أولهما: عدم السماح بتوسع القرى مسلوبة الاعتراف وسكانها على أرضهم، والثاني إرغامهم على الهجرة منها تحت الضغط، حسب الأعسم.

أبعاد خطيرة

ويحذر الأعسم من أن لهذا المخطط الجديد أبعاد خطيرة، حيث ستؤدي إلى مصادرة مئات آلاف الدونمات، عبر نكبة جديدة يراد أن تحل بشكان 35 قرية مسلوبة الاعتراف بالنقب.

ومن باب آخر، فإن هذا المخطط سيفضي إلى بناء المستوطنات التي تم الإعلان عنها خلال الحكومات السابقة، والتي يزيد عددها عن 12 مستوطنة، على هذه الأراضي.

وإن تم المخطط فإن ما يزيد عن 80 ألف بدوي سيتم تهجيرهم، بآلية أو بأخرى، وهو ما لن يسمح به سكان النقب، حسبما يؤكد المركز الميداني للقرى مسلوبة الاعتراف معيقل الهواشلة.

ويقول لوكالة "صفا": "إن المخطط تم الكشف عنه من خلال عمليات التحريش التي شرع ما يسمى بصندوق الكاكال مؤخرًا بزراعتها حول وفي المناطق المستهدفة".

ويضيف أنه على الرغم من عدم توفر تفاصيل دقيقة عن المخطط، إلا أنه واضح بأنه يستهدف المناطق "التي ليس عليها نفوذ"، وهي تعني بالنسبة لسلطات الاحتلال، القرى مسلوبة الاعتراف.

المناطق المستهدفة والمواجهة

أما المنطقة التي تم وضعها لتجميع سكان الـ35 قرية، فهي-حسب الهواشلة- تقع في المنطقة الشرقية لمدينة بئر السبع.

وبحسبه، فإن المخطط يضع مساحة التجميع بحيث تمتد من عراد حتى مفرق السقاطي، ومن وادي النعم حتى قرية رخمة، ومن المطار غربًا حتى شارع (6).

ولمواجهة المخطط تم الدعوة يوم الأحد إلى اجتماع كبير ضم معظم الأطر والقيادات والهيئات التي تمثل بدو النقب، بالإضافة إلى مخططين لمواجهة طواقم المخططين التابعة لسلطات الاحتلال، والذين جاءوا إلى أرض الواقع للعمل عليه.

ويؤكد الهواشلة بأن بدو النقب لن يسمحوا بأي حال من الأحوال أن يتم السيطرة على أراضيهم، وفرض نكبة جديدة من أجل إرغامهم على الرحيل منها.

لذلك فإن المواجهة ستكون سيدة الموقف، بحال أقدمت حكومة الاحتلال على خطواتها العملية لتهجير سكان القرى مسلوبة الاعتراف، خاصة بعد أن يدخل مخطط المحاصرة والخنق والتضييق مرحلة متقدمة، ضمن المخطط.

ويرى أن الانفجار سيحدث، لأنه في الوقت الذي يرفض فيه أهل النقب هذا المخطط ولن يسمحوا بتمريره؛ فإنهم يواجهون حكومة يمينية هي الأكثر تطرفًا، ويبدو أن مهمتها الإعلان والتنفيذ.