web site counter

وسط أوضاع ملتهبة.. دوافع زيارة بلينكن للمنطقة ونتائجها المتوقعة

غزة - محمود البزم- صفا

يستبعد محللون سياسيون أن تنجح جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، في نزع فتيل التوتر بالساحة الفلسطينية، وسط ترجيحات بألا تقدم الزيارة شيئا للفلسطينيين.

وجولة بلينكن التي استهلها بزيارة مصر، ثم بدأ الاثنين بزيارة إلى الكيان الإسرائيلي تتبعها زيارته رام الله، الثلاثاء، للقاء الرئيس محمود عباس تستهدف جملة من الملفات المهمة في ظل حالة من عدم الاستقرار تشهدها المنطقة.

وتبرز في طليعة الملفات التي يحملها بلينكن، التوتر الدائر في الضفة الغربية والقدس، والملف الإيراني، فضلا عن الأزمة الداخلية في الكيان.

وبهذا الصدد، يرى المحلل في الشأن السياسي ساري عرابي أن "الشرق الأوسط منطقة رعاية أمريكية وجزء أساسي من النفوذ الأمريكي في العالم، سواء كانت المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية أو الاحتلال أو دول الإقليم العربي المحيطة والمرتبطة بعلاقات مع إسرائيل مثل مصر والأردن".

ويقول عرابي في حديث لوكالة "صفا": "الهدف الأساسي من زيارة بلينكن هو التوتر الموجود وهو متعدد الأشكال خصوصا ومنها التناقضات الموجودة داخل الكيان والأزمة بين الحكومة اليمينية والمعارضة".

ويشير إلى أن الزيارة تأتي رغم أن حكومة نتنياهو لا تحظى بالقبول الأمريكي أو الدولي.

وحول الملف الفلسطيني، يعتقد عرابي أن "مشروع التسوية منتهي ولا يوجد له أي أفق سياسي وهناك توتر كبير من شأنه أن يدفع الأوضاع في المنطقة نحو مزيد من الغليان".

ويضيف، "لا أظن أن إدارة جو بايدن معنية بتصاعد الأوضاع في فلسطين لاسيما أن هناك ملفات أخرى على جدول الاهتمام الأمريكي مثل الحرب الأوكرانية وقضايا أخرى تجعل الولايات المتحدة تهتم ألا يكون هناك عنصر توتر كبير في فلسطين".

ولذلك جاءت الزيارة لنزع فتيل التوتر وإعادة ترتيب العلاقات ما بين حلفاء واشنطن في المنطقة سيما بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، بحسب عرابي.

وحول مدى نجاح بلينكن في تهدئة الأوضاع بالساحة الفلسطينية، يوضح عرابي أن التوتر الحاصل ليس توترا رسميا خاصة فيما يتعلق بالطرف الفلسطيني لأن ما يجري هو مقاومة شعبية ليست مرتبطة بإرادة السلطة.

ويبين "ما يمكن أن تمارسه الإدارة الأمريكية من جهود لخفض منسوب التوتر هو أن تدفع الحكومة الإسرائيلية لتخفيف انتهاكاتها واستباحتها للمدن الفلسطينية وإتاحة ما يمكن أن يسمى بالتسهيلات الاقتصادية للفلسطينيين".

ويتابع المحلل السياسي "السؤال الكبير هو كم من الممكن أن تستجيب إسرائيل لطلبات من هذا النوع، لا سيما أن هناك تحديات أمنية تواجه الحكومة الإسرائيلية، باعتبار أن الدافع الأساسي لدى الاحتلال باستباحة الفلسطينيين هو التحدي الأمني أكثر مما هو اعتبارات سياسية".

ويؤكد عرابي أن "حالة المقاومة في الضفة لا تأتمر بأمر السلطة، لكن قد يكون من ضمن ما هو مطلوب من الأخيرة أن تسعى بتعزيز دورها بشكل يجعلها تتصادم مع الجماهير".

وحول ما يمكن أن يطلبه بلينكن من الرئيس عباس خلال لقائه في رام الله، يتوقع عرابي أن يدعو الوزير الأمريكي لتعزيز التنسيق الأمني وتفكيك ظواهر المقاومة الموجودة بالضفة.

ويستطرد: "السلطة ليست ممتنعة عن هذا الطلب ولكن يبدو أن ظاهرة المقاومة أكبر من قدرة السلطة وطاقتها لأن ليس لديها ما تفعله للفلسطينيين ولا تملك لهم وعدا سياسيا أو مشروعا اقتصاديا أو شرعية انتخابية".

ولا يتوقع المحلل السياسي نتائج عملية كثيرة من الزيارة، لافتا إلى أن الحال سيبقى على ما هو عليه، مع تصاعد في حالة المقاومة.

من جانبه، يقول الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة، إن زيارة بلينكن معدة مسبقا قبل التوتر الأخير وليس لها علاقة بذلك التصعيد خاصة أن جاءت بعد زيارة عدة مسؤولين أمريكيين للمنطقة.

ويوضح في حديثه لوكالة "صفا" أن الزيارة تتصل بملفين رئيسيين أولهما الملف الإيراني في ظل سعي واشنطن للتوصل إلى صيغة توافق مع إسرائيل لمواجهة المشروع النووي لطهران.

ويضيف أبو سعدة، "بينما الملف الثاني له علاقة بالشأن الإسرائيلي الداخلي لأن الجانب الأمريكي منزعج من توجهات الحكومة الإسرائيلية اليمينية فيما يتعلق بتغيير القوانين والتصادم مع المعارضة".

ويشير إلى أن الزيارة تأتي أيضًا تحضيرا لزيارة نتنياهو إلى واشنطن قريبا.

ويتابع أبو سعدة، "يمكن أن تكون الزيارة أيضا على خلفية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإحالة ملف فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية والذي ترتب عليها قرارات إسرائيلية بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على السلطة".

ويستبعد الأكاديمي أن ينجح الأمريكيين في خفض التصعيد لسبيين؛ أولهما أن الإدارة الأمريكية لم تف بوعودها للسلطة الفلسطينية منها فتح القنصلية بالقدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

بينما السبب الثاني، بحسبه، أن نتنياهو يقود حكومة يمينية متطرفة ذاهبة إلى تعزيز الاستيطان والضم وإجراءات ليس لها علاقة بحل الدولتين وفتح مسار سياسي مع الفلسطينيين.

ويلفت أبو سعدة إلى أن عدم إدانة أبو مازن للعملية هو رد فعل على سياسات أمريكا وتصرفات حكومة نتنياهو.

ويتوقع أبو سعدة ذهاب الأوضاع في الساحة الفلسطينية إلى مزيد من التوتر والتصعيد.

وبشأن مطالب بلينكن من السلطة، يقول أبو سعدة، إن الوزير الأمريكي سيطلب خلال زيارته رام الله أمرين أولهما العدول عن قرار تجميد التنسيق الأمني مع الاحتلال، وثانيهما التراجع عن إحالة الملف إلى محكمة العدل الدولية.

ويتابع، "يمكن أن تتراجع السلطة عن قرار تجميد التنسيق الأمني لكن غير وارد التراجع عن إحالة الملف لمحكمة العدل الدولية".

ويرجح أبو سعدة أن تكون الزيارة فاشلة دون أن تنجح في إحداث اختراق بالوقت الحالي.

م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام