شارك آلاف المواطنين في قطاع غزة مساء اليوم الخميس، بوقفات غاضبة تنديدا بمجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة وإسنادا لمقاومتها.
وانطلقت مسيرات غاضبة من مختلف مناطق غزة، وتجمعت جموع حاشدة في ساحة الجندي المجهول وسط المدينة، وسط هتافات غاضبة جراء استشهاد الشبان في جنين.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب في كلمة ممثلة عن الفصائل إن الاحتلال "يتغول في دماء أبناء شعبنا ظنًّا منه أن شعبنا سيستسلم ويرفع الراية البيضاء؛ لكننا نقول له أنت واهم، إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا عنفوانًا وثورة.
وشدد حبيب على أن هذه الدماء الزكية التي تراق على أرض فلسطين لن تذهب هدرًا بإذن الله؛ بل سترتوي بها الأرض لتنبت بعد ذلك رياحين وورود وحرية لأبناء شعبنا".
وحذّر الاحتلال من أن صبر شعبنا على جرائم الاحتلال يكاد ينفد، مؤكدًًا أن استمرار هذه الجرائم ستجعل الأرض لهيبًا تحرقه.
وأضاف "نقول لهذا المحتل لا تراهن على قوتك، فإن كانت قوتك غاشمة؛ فالله أكبر وشعبنا الفلسطيني هو صاحب حق، والحق دائما هو الأقوى بإذن الله".
وأكد حبيب أن مقاومة شعبنا ستتواصل حتى لو قتل منّا الالاف؛ سنواصل دربنا لأنه ليس أمامنا من خيار إلاّ هذا الخيار خيار المقاومة والجهاد والثبات على الحق".
وأضاف "هذه رسالتنا اليوم بالمحافظة على الحقوق والثوابت، ونحن بإذن الله ماضون بمقاومتنا وجهادنا ولن تحط رحالنا إلاّ بمسرى نبينا محمد؛ سنقاوم هذا المحتل ولو بقي مئات السنين، مقاومتنا ستبقى وستكبر وستتعاظم حتى يزول الاحتلال".
وأوضح حبيب أن شعبنا مكلّف بالقتال والدفاع عن حقوقه؛ والقتال لا ترغبه النفس؛ لكن هذا قدرنا أيها الأحرار وليس أمامنا من خيار إلّا أن نبقى نقاتل حتى يزول هذا الاحتلال.
وذكر أن هذا العدوان يأتي في ظل فشل كل المحاولات والخيارات مع المحتل؛ ليبقى خيار الأحرار والمقاومين من أبناء شعبنا، وهذا الخيار جرب على مدار التاريخ؛ فليس هناك من شعب احتلت أرضه وقاوم إلاّ انتصر.
وختم حديثه "نحن أمام وعد إلهي سيحققه الله لنا عما قريب؛ نعم النصر قادم لا محالة، سلام على جنين ونابلس وكل أرضنا المحتلة، ونقول لهم ما النصر إلا صبر ساعة".
دعوات لتصعيد المقاومة
كما تظاهر العشرات في محافظة خان يونس جنوبًا بوقفة غاضبة ومساندة لجنين أمام المسجد الكبير وسط المحافظة.
وقال ممثل القوى في المحافظة عدنان العصار لمراسل "صفا": "منذ فوز الحكومة الإسرائيلية المُتطرفة الفاشية وهي تشن حرباً بحق شعبنا الأعزل وتصعد من عدوانها على مدار الساعة، بجانب تدنيس المقدسات بما فيها باحات الحرم القدسي والمسجد الإبراهيمي؛ وابتلاع مزيد من أراضي الفلسطينيين وممارسة القتل بدون رحمة بحق الشعب الأعزل".
وذكر العصار "الحكومة الفاشية تريد من خلال مجزرة جنين وقتل قرابة 30 فلسطينيًا منذ مطلع العام كسر شوكة شعبنا، لكن هيهات أن تُكسر، فاليوم نحن أقوى وأشد وأكثر صلابة وبأس في مقاومة هذه الحكومة ومخططاتها الإجرامية ولن نرفع الراية البيضاء".
ودعا الرئاسة الفلسطينية للتصعيد بوجه المحتل، على رأسها وقف جدي للتنسيق الأمني؛ مضيفًا "يجب أن تُدرك القيادة أن هذا الحكومة لا تعرف العهود وهي تريد مزيد من إراقة الدماء؛ لذلك نطالب بوحدة الصف الفلسطيني لمقاومة هذا المُحتل".
وفي محافظة رفح جنوبي القطاع، نظمت القوى الوطنية وقفة أمام مسجد العودة وسط المحافظة، تحدث خلالها جمعة الغول ممثلاً عنها.
وقال: "نخرج اليوم استنكارًا وغضبًا للجريمة النكراء في جنين؛ ولنؤكد أن مقاومتنا لن تسكت على هذه الجريمة، وستبقى الحصن الحصين لشعبنا والدرع الواقي له".
ووجه التحية لجنين ومقاومتها ولأهل الضفة وجماهيرها الغاضبة التي تقاوم المُحتل ليل نهار؛ داعيًا لتصعيد العمل المقاوم في الضفة.
وفي شمال القطاع، قال المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع إن مجزرة مخيم جنين تعكس العقلية الدموية التي تسير عليها حكومة المستوطنين المتطرفة والتي تستهدف أقصانا وأسرانا وترتكب الجرائم بحق شعبنا.
وأكد القانوع أن ما تمارسه حكومة الاحتلال الفاشية من جرائم ومجازر ستدفع ثمنه باهضاً ومقاومة شعبنا ستمتد في كل مناطق الضفة الغربية لمواجهة الاحتلال والتصدي لعدوانه والرد على جرائمه.
وأشار إلى أن حالة الغضب التي تعتري شعبنا الفلسطيني جراء جرائم الاحتلال المتصاعدة ستنفجر ناراً وباروداً ضد جيش الاحتلال المجرم وقطعان مستوطنيه.
وقال القانوع: "نحيي أهالي جنين و رجال المقاومة الأبطال من مختلف الفصائل الذين تصدوا ببسالة لقوات الاحتلال المتوغلة".
وفي شمال القطاع، شارك في الوقفة ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية وجموع كبيرة من الشبان الغاضب، مرددين هتافات نصرة للمقاومة وتضامنا مع شعبنا وأهلنا في الضفة والقدس، ودعوا المقاومة في الضفة إلى الاستمرار في مواجهة الاحتلال.
وفي كلمة للقوى الوطنية والإسلامية تحدث بها الرفيق مصطفى الدقس وأكد أن هذه الوقفة رسالة إلى أهلنا في جنين بأننا شعب واحد ودم واحد وقضية واحدة ولن نمرر جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا أينما تواجدوا.
إنهاء حقيقي للتنسيق الأمني
وقال بأن المقاومة هي حامية لشعبنا وقدسنا ودعا شبابنا في الضفة إلى الانخراط في صفوف المجموعات المقاتلة هناك ، وطالب السلطة بإنهاء التنسيق الأمني على اعتبار أنه أبو الأمراض الوطنية.
وفي نهاية كلمته جابت جموع الجماهير منطقة الترنس في مخيم جباليا وهتفت لجنين وللقدس وغزة.
كما نظّمت فصائل العمل الوطني والإسلامي في المحافظة الوسطى، مساء الخميس وقفة تضامنية غاضبة انطلقت في مخيم النصيرات.
وشارك في الوقفة ممثلين عن القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في المحافظة، مرددين هتافات تنديداً بالغطرسة الصهيونية بحق شعبنا في الضفة عموماً وفي مخيم جنين على وجه الخصوص، لتصل هذه الهتافات إلى الثائرين لتشد على أياديهم الضاغطة على الزناد في وجه الاحتلال وأعوانه.
وفي كلمةٍ لفصائل العمل الوطني والإسلامي ألقها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد الجواد العطار قال: "إننا نخرج اليوم في المحافظة الوسطى في وقفة لنوصل رسالة ثورية إلى أهلنا في جنين بأن خيار المقاومة هو الخيار الأمثل لإيقاف غطرسة وإجرام المحتل الصهيوني بحق أبناء شعبنا".
وأضاف: "ندعو أبناء الأجهزة الأمنية للانخراط في المقاومة والاصطفاف إلى جانب خيار الشعب الفلسطيني وأبطال كتيبة جنين وعرين الأسود، الذين يمثلون وحدة الشعب الفلسطيني وثورته لردع تمادي الاحتلال على أراضينا وأبناء شعبنا".
وأكد العطار بأن "المقاومة في غزة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال الصهيوني، وإن بوصلة الصراع مع العدو تتمحور نحو تحرير كل فلسطين".
ووجه العطار التحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا اليوم وبذلوا دماءهم من أجل فلسطين، ولشعبنا الفلسطيني الثائر في الضفة المحتلة، وفي أراضي الـ 48 المحتل، وفي الشتات، وفي كل أماكن تواجده.