قال مدير نائب عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، يوم الأربعاء، إن اقتحام شرطة ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي المتكرر للمسجد الأقصى المبارك والمصليات المسقوفة، يشكل إمعانًا في فرض السيادة الإسرائيلية الأمنية المطلقة على المسجد.
وأكد بكيرات، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن شرطة الاحتلال تريد "إثبات كامل سيادتها" على الأقصى، لأن هذا لم يكن سابقًا، معتبرًا أن هذه الاقتحامات تشكل تحديًا لمشاعر المسلمين.
وأضاف أن الاقتحامات المتواصلة للمصليات المسقوفة تأتي في سياق عدم احترام الوضع القائم بالأقصى، "وبالأصل ألا يسمح لضباط ومخابرات الاحتلال باقتحام تلك المصليات ولا ساحات الأقصى، لأن الشرطة وظيفتها خارج الأبواب فقط".
وصعدت شرطة الاحتلال ومخابراتها في الآونة الأخيرة، من اقتحام المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، وهي (المصلى المرواني، المصلى القبلي، مسجد قبة الصخرة المشرفة، والأقصى القديم)، وإجراء عمليات تفتيش وتفقد بداخلها، وموافاة قادة الشرطة بكل التفاصيل والتطورات المتعلقة بالمصلين والبنيان.
وصباح اليوم، اقتحم 130 ضابطًا من شرطة ومخابرات الاحتلال المسجد الأقصى ومصلياته، ضمن جولات استخبارية وأمنية لم يُعرف هدفها.
وأوضح بكيرات أن شرطة الاحتلال تقتحم يوميًا ساحات الأقصى، ما مكنها من فرض وقائع جديدة، يجب أن تتغير هذه الوقائع وأن تخرج عناصرها من المسجد المبارك، وعلى الاحتلال أن يرحل عن المدينة المقدسة.
وتابع "لا يمكن السماح لشرطة الاحتلال بالدخول إلى أماكن صلاتنا وسجودنا، ليس لها في ساحات الأقصى ولا في مصلياته أي حق، فالأقصى مكان مقدس خالص للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا الشراكة ولا حتى التفاوض".
وأشار بكيرات إلى أن شرطة الاحتلال تتدخل في شؤون الأقصى، وتمنع أعمال الترميم والصيانة في مصلياته، التي تحتاج إلى ترميم ونوافذ وكهرباء وأعمال صيانة، وتركيب سماعات.
واعتبر، تدخل الاحتلال في أعمال الترميم بمثابة تعطيل العمل في المصليات بالأقصى، وجعل العمل فيها ليس صعبًا وربما مستحيلًا، مما يعرض المسجد للضياع والتلف، وكذلك يعرض المصلين للتضييق وللطرد من باحاته.
ويأتي اقتحام ضباط الاحتلال للمسجد الأقصى ومصلياته بعد يوم من اجتماع بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمان.
ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، إذ تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة أعداد المقتحمين المتطرفين لباحات المسجد، وسط قيود مشددة مفروضة على دخول الفلسطينيين للمسجد.
ومنذ تولي "إيتمار بن غفير" لحقيبة الأمن القومي، و"جماعات الهيكل" المزعوم تناقش كيفية الحفاظ على حضورها في المسجد الأقصى، وكيفية التأسيس لرمز تهويدي دائم الحضور داخل المسجد أو على أسواره، وأيضًا كيفية الحافظ على حضور الطقوس التوراتية والاقتحامات الدائمة.
والاثنين الماضي، رفع مستوطنون علم الاحتلال في ساحات الأقصى، وأدوا الطقوس والصلوات التلمودية، و"السجود الملحمي" بشكل جماعي في ساحته من جهتها الغربية قرب سبيل قايتباي.