تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين حالة سخط من قرار الرئيس محمود عباس إضافة شيكل واحد على فواتير الاتصالات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، لـ"دعم المشاريع التنموية في القدس".
وأظهر المواطنون والناشطون حالة من الغضب والتهكم على القرار الذي أعلنته الحكومة في جلستها الأسبوع الماضي، وسارعت شركات الاتصالات إلى تطبيقه مباشرة، دون صدور قانون ينظم ذلك.
وينص القرار على إضافة شيكل واحد على كل فاتورة اتصالات (خطوط الهواتف النقالة، خطوط الإنترنت، خطوط الهاتف الثابت).
ومن شأن إضافة شيكل واحد على كل فاتورة اتصالات جمع أكثر من خمسة ملايين شيكل شهريًا، أي بواقع 60 مليون سنويًا.
وقال خبراء إن القرار غير قانوني، نظرًا لأن الضرائب والرسوم تفرض بالقانون، عدا عن أن التبرع يكون اختياريًا وليس إجباريًا.
وأشار الخبراء إلى "عدم وجود ثقة لدى المواطنين في إدارة مؤسسات السلطة الفلسطينية لهذه الأموال، بناءً على تجارب سابقة".
ودعا المحامي مصطفى شتات إلى عدم الالتزام بإضافة شيكل على الفاتورة تطبيقًا للمادة 88 من القانون الأساسي الفلسطيني، "إذ نصت على أن فرض الضرائب العامة والرسوم وتعديلها وإلغاءها لا يكون إلا بقانون".
وأضاف شتات، على صفحته بـ"فيسبوك"، "سأبدأ رسميًا إجراءات وقف نظام الفاتورة. هناك عقد بيننا وبين الشركات، عدم الالتزام يؤدي به إلى الفسخ كون أن العقد شريعة المتعاقدين. أهل القدس بدهم رجال تحررهم وتحرر القدس، مش شيكل كالمتسولين".
ودعا ناشطون ومواطنون إلى مقاطعة نظام "الفاتورة" وتحويل شرائح الهاتف المحمول إلى نظام "الكرت" لضمان عدم إضافة شيكل على الفواتير.
وقال الناشط عز الدين زعول على حسابه بـ"فيسبوك": "عشان ما تدفع الشيكل، حول شريحتك إلى كرت وللاستقبال فقط، وبعد سنة رجعها فاتورة، مش لإشي بس جكر فيهم"، على حد قوله.
واقترح الناشط ياسر مناع أن تتحمل هذه الشركات قيمة التبرعات فكتب، "لو تم الاقتطاع من رصيد الشركات ذاتها عن كل فاتورة شيكل، لأنها أحمل من المواطن".
أما الناشط عقيل عواودة فقال، "فش ولا واحد في هالبلد بفكر خارج الصندوق، طيب مش بدهم يبنوا الفرع الثاني لمستشفى خالد الحسن بالقدس، بعد النجاح الباهر لفرع رام الله، وعشان هيك بلموا بالشيكل شعب ظالم احنا".
ويشير عواودة إلى قضية أثارت جدلًا واسعًا أخيرًا، إذ لم يتم بناء مستشفى باسم "خالد الحسن" للسرطان وزراعة النخاع الشوكي في رام الله، بعد ست سنوات من الإعلان عن بدء تشييده وجمع تبرعات بملايين الدولارات لذلك.
وفي عام 2016 أعلن الرئيس عباس عن مشروع بناء المستشفى على مساحة 20 دونمًا من الأرض، بتكلفة تقريبية قدرت بـ140 مليون دولار، لا تشمل تكاليف المعدات الطبية.
وأُطلقت آنذاك حملة تبرعات للمشروع، وجرى في اليوم الأول جمع 10 ملايين دولار و12 مليون شيكل، لكن لم ير المشروع النور حتى اليوم، فيما قالت الحكومة إن الأموال موجودة في "صندوق خاص".
أما الإعلامية جيهان عوض فقالت: "تخيل يا رعاك الله الحكومة بدها شيكل من كل مواطن، في حين المصروفات تحت بند النثريات والسفريات تعيد بناء القدس مرتين، مستشفى خالد للسرطان بسلم عليكم".
في حين كتب الحقوقي وائل الحزام: "100 مليون دينار أردني أرباح شركات الاتصالات السنوية، يعني 500 مليون شيكل، وبدهم الشعب يحمل شيكل الفاتورة، الله يعينك يا بلد بس".
أما الناشط صخر زهران فكتب: "حط الشيكل ع جنب، شخصيا انخصم من راتبي يومين عمل مثل باقي الموظفين، لمستشفى السرطان، وين راحوا!".