يوافق اليوم الثاني والعشرين من يناير ذكرى استشهاد القائد "يوسف السركجي" أحد أبرز مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلّة.
واستشهد "السركجي" برفقة ثلاثة من القادة وهم "نسيم أبو الروس وجاسر سمارو وكريم مفارجة"، في مثل هذا اليوم من عام 2002 بعد اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية خاصة، تسللت إلى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
الميلاد والنشأة
من مواليد نابلس جبل النار في العام 1961 لعائلة محافظة معروفة بهدوئها وأخلاقها الكريمة ومتزوج من "أم طارق" وله من الأولاد اثنين طارق ومعاذ بالإضافة لكريماته شهد وصفاء.
مسيرته التعليمية
تلقى علومه الأساسية والثانوية في مدارس نابلس ثم نال شهادة البكالوريس في الشريعة من الجامعة الأردنية بعمان، وتتلمذ على أيدي علماء وقادة اسلاميين بارزين منهم الشهيد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله، كما نال درجة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية.
الاعتقال والابعاد
اعتقل "السركجي" مرات عديدة في سجون الاحتلال الظالم ومن ثم أبعدته سلطات الاحتلال مع 417 من قادة وكوادر حماس والجهاد إلى "مرج الزهور" في جنوب لبنان عام 1992 فيما اعتقل بعد الابعاد في العام 1995 لدى الاحتلال في سجن عسقلان وعانى من المرض أثناء التحقيق ووصل لدرجة أقرب من الفشل الكلوي ما دعاها لإطلاق سراحه وابعاده إلى غزة وبعد توسط من السلطة أعيد الى نابلس بعد عدة أيام وأدخل إلى المستشفى وتم استئصال إحدى كليتيه.
كما اعتقل لدى السلطة الفلسطينية أكثر من مرة، وعانى بشدة من التحقيق أثناء وجوده في مراكز التحقيق لدى السلطة وتدهورت صحته ونشرت الصحف الفلسطينية تقارير عن وضعه آنذاك.
وأعيد للتحقيق أكثر من مرة لدى جهاز الأمن الوقائي في أريحا بعد نقله من سجن جنيد بنابلس، ووجهت له تهم بالمسؤولية عن كتائب القسام في الضفة.
القائد الذي غير مجرى الانتفاضة
شارك "السركجي" في التجهيز للعديد من العمليات الاستشهادية النوعية، أبرزها العملية الاستشهادية المزدوجة في سوق "محنيه يهودا" عام 1997 والتي أسفرت عن مقتل 16 صهيونيا، وعملية شارع "المدرخوف" الاستشهادية في القدس والتي أسفرت عن مقتل 6 صهاينة، وكلتا العمليتين في القدس المحتلة.
على أعتاب الشهادة
في فجر الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 2002 تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة مدينة نابلس من جهة الشمال وطوقت شقة سكنية تقع في الدور الأرضي من بناية مؤلفة من تسع طبقات في شارع عصيرة في الجبل الشمالي يتواجد بداخلها أربعة من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام هم الشهيد القائد " يوسف السركجي" و"نسيم أبو الروس" و"جاسر سمارو" و"كريم مفارجة" ، وتتبعها بعد ذلك نحو عشر دبابات وناقلات جند من جهتين وتتخذ مواقع لها في محيط البناية.
ولم يكد الاحتلال يعرب عن تباهيه بعملية الاغتيال التي قال إنه من خلالها قد دمر هيئة أركان حماس في الضفة، حتى عادت المقاومة أشد ضراوة، واستمرت مسيرتها حتى يومنا هذا.