يعاني مرضى السرطان في قطاع غزة منذ أكثر من 15 سنةً صعوبةً في السفر للوصول إلى المشافي لتلقي العلاج؛ سواءً في مشافي الداخل المحتل أو حتى مثيلاتها في الأردن ومصر.
مدير مستشفى الصداقة التركي المتخصص في علاج السرطان صبحي سكيك في مقابلةٍ لوكالة "صفا" يقول إن العديد من أدوية ه وأجهزة تشخيص هذا الداء غير متوفرة في الأسواق أو حتى مخازن وزارة الصحة.
ويضيف سكيك أن الكثيرين من مرضى السرطان يضطرون للسفر خارج قطاع غزة إما على مصر أو الأردن أو في مستشفيات الداخل المحتل عبر التحويلات المرضية.
ويُشير إلى أن مريض السرطان بحاجة إلى كل الدعم المعنوي النفسي والحاجة إلى التغذية الصحية والحياة الاجتماعية المناسبة، لافتًا إلى أن ذوي المريض يُشاطرون مريضهم آلامًا لا تقل عن أوجاع مريضهم.
ويلفت مدير المستشفى الذي يُشرف على علاج نحو 9 آلاف حالة، إلى أن قيمة العلاج لمرض السرطان سنوياً في غزة تصل لنحو 14 مليون دولار، مشيرًا إلى أن نسبة مرضى السرطان في القطاع هي 91 لكل 100 ألف.
ويقول إن نسبة الإصابة السنوية بالسرطان تصل إلى 2000 مريض في قطاع غزة.
وتقول والدة المريضة النجار إن ابنتها تُعاني المرض منذ 1994 وعولجت عدة مرات في معهد الأورام القومي في القاهرة، لافتةً إلى أن معاناتهما في السفر تمثل رحلةً أخرى من العذاب لحين الوصول، في رحلةٍ تستغرق نحو 15 ساعة لبضع مئات من الكيلومترات.
ويرقد مريض السرطان محمود العالم في مستشفى الصداقة التركي، وهو يعاني من السرطان في العمود الفقري الذي انتشر بعد ذلك إلى الحوض وأطراف من الجسم.
ويضطر "العالم" للسفر خارج غزة إلى مستشفيات الداخل المحتل باعتبار أن مستشفيات غزة لا يتوفر فيها العلاج.
ويقول لـ"صفا" إن المسافر العادي من أجل السياحة تكون رحلته شاقّة، متسائلاً عن حال المسافر المريض حال اضطر لمواجهة مشاق السفر، فيما منعوا في السابق من السفر لأسبابٍ لوجستية أو أمنية أو حتى سياسية.