دعا سياسيون من فصائل وقوى وطنية وإسلامية ومن الداخل الفلسطيني المحتل إلى ضرورة بناء استراتيجية وطنية كفاحية لمواجهة مخاطر الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة مصطفى البرغوثي، خلال حفل ختامي للمؤتمر الوطني العام لحركة المبادرة الوطنية أُقيم بالتزامن في غزة ورام الله بحضور شعبي ورسمي وفصائلي: "نشعر بالفخر لما حققناه على مدار 8 أشهر الماضية، وما حققه أعضاء وقادة الحركة من عملية ديمقراطية شاملة".
وشدّد البرغوثي، خلال الحفل الذي حضره مراسل وكالة "صفا"، على أن الخطر القادم لشعبنا لن يتوقف إلاّ بمقاومة الاحتلال، مؤكدًا أن الفاشية والعنصرية الإسرائيلية لن تفلح بكسر إرادة شعبنا.
وذكر أن الخروج من الوضع القائم يكون عبر إنهاء الانقسام، لافتًا إلى أن ذلك يتطلب التوافق على 4 نقاط مهمة وهي: التوافق على استراتيجية وطنية كفاحية، واعتماد شراكة وطنية، والإعلان عن موعد لإجراء انتخابات مجلس وطني ومجلس تشريعي ورئاسية.
ودعا البرغوثي لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وبناء قيادة وطنية موحدة، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي بإلغاء التنسيق الأمني، بالإضافة لتنفيذ فوري وسريع لاتفاق جزائر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وطالب بإعادة بناء حركة تضامن عربية وعالمية ومكافحة التطبيع الرامي لتصفية وعزل القضية، وتبني حركة مقاطعة وفرض عقوبات على الاحتلال.
استراتيجية نضالية
أما القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش فأكد بكلمة ممثلة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، أن مخاطر تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تستدعي العمل الميداني على الأرض في مواجهة الاحتلال والاقتحامات وعربدة المستوطنين.
وقال البطش: "هذا يستدعي العمل الموحد بالميدان لإفشال كل هذه المحاولات، ووقف كل أشكال الاتصال والتنسيق مع حكومة العدو حتى لا نعطي العدو يد أخرى في ضرب المقاومة".
ودعا، وفق متابعة وكالة "صفا"، لضرورة العمل على إنهاء الانقسام بعيدًا عن المراوغات التي لا تخدم المصالحة ولا تضع حدًا لمعاناة المواطنين، مضيفًا "مطلوب إنهاء الانقسام، والعودة للحاضنة الوطنية".
وشدّد البطش على تمسّك شعبنا بإعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة الوحدة وإعادة بناء المؤسسات.
واستدرك "لكن لا ينبغي أن نضع المثل العليا للمنظمة وأن يتم إخفائها تحت اشتراطات الاعتراف بشرعية دولية؛ فالشرعية الدولية شيء والمنظمة وميثاقها شيء آخر".
وأكد البطش أهمية العمل المشترك إلى جانب حركة المبادرة الوطنية، والتعاون والتنسيق الدائم مع كل الشركاء بالوطن، داعيًا لمزيد من حوارات وطنية وبناءة وخاصة بين حركتي حماس وفتح.
وثمّن البطش جهود الجزائر لإنهاء الانقسام والجهود المصرية وكل دعوة صادقة، داعيًا الرئيس محمود عباس إلى ترجمة دعوته للوحدة لإجراءات عمل.
وقال: "نحن جاهزون باسم كل القوى لكل صوت حقيقي يدعو لإنهاء الانقسام وإعادة بناء المرجعيات وبناء استراتيجية حقيقية في مواجهة المحتل".
ترتيب البيت
أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، فقال: "إنّ شعبنا بحاجة لترتيب أوضاعه الداخلية، من خلال دعوة الرئيس محمود عباس لحوار وطني شامل يبدأ في كل بيت وفصيل، ثم تعزيز بيت منظمة التحرير".
وأضاف الأحمد "علينا أن نبدأ بصدق تحت عنوانين، منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد بشكل مطلق غير قابل للتأويل، والالتزام بالبرنامج الوطني الفلسطيني المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية".
وذكرأنه "بدون تحقيق الوحدة الوطنية لا نستطيع أن نحقق شيئًا؛ فلا حرية بدون إنهاء الاحتلال؛ وحدتنا نكون قادرين على الضغط على المجتمع الدولي والنظام العربي الرسمي لإنصاف حقوق شعبنا".
أما رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل المحتل محمد بركة فدعا لضمان قدرة شعبنا على المواجهة الاحتلال، وتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء "عار الانقسام"، على حد وصفه.
وقال: بركة "مررنا بتجربة مريرة خلال السنتين الماضيتين؛ لكننا مصرون على أن الوحدة هي طريقنا مع القوى التي تتمسك بالثوابت، وليست تلك التي تخلّت عنها".
وأشار إلى أن الانقسام جرى على خلفية السلطة وحكومتها وعملها، "ولا يمكن معالجة الانقسام إلاّ من النقطة التي تسببت به وهي وجود السلطة الفلسطينية"، داعيًا لبرنامج وطني مشترك يعزز الثوابت الفلسطينية.