نقل المحلل الإسرائيلي والضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) يوني بن مناحيم عن مسؤولين كبار في حركة "فتح" بأن القيادي في الحركة وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ فقد مكانته كخليفة محتمل للرئيس محمود عباس في السلطة وحركة فتح، خاصة بعد نشر تسريب صوتي له وهو يتطاول ويتهجم على عباس.
وكشف تسجيل صوتي مسرب منسوب للقيادي الشيخ جزءًا من "معركة خلافة" الرئيس عباس، فيما أظهر التسجيل غضب الشيخ من عباس ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج، وتهجمه عليهما.
وخلال التسجيل الصوتي اتهم الشيخ عباس بـ"المشاركة في الفوضى الحالية، والاستفادة منها"، لكن القيادي في فتح قال وفق التسجيل، إنه "مضطر للتعايش" مع عباس.
وقالت مصادر إسرائيلية إنّ الرئيس محمود عباس (87 عامًا) عقد اجتماعاً لكبار قادة "فتح" في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2022، لمناقشة نشر تسجيل مساعده المقرب حسين الشيخ الذي وجه فيه انتقادات حادة لرئيس السلطة وكال له الشتائم.
وأوضحت المصادر أن الشيخ قام بلقاء الرئيس عباس، في مقر الرئاسة "المقاطعة" في رام الله، بعد انتشار التسريبات الصوتية المنسوبة إليه.
وأكدت أنّ الشيخ لم ينفِ خلال الاجتماع ما سُمع في التسجيل من كلام، كما وتناول الاجتماع الخلافات العميقة في حركة فتح وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر حول الموضوع.
ووفق المحلل الإسرائيلي "بن مناحيم"، فإن الشيخ أبلغ مقربين منه أن نشر التسجيل لن يضر بعلاقته برئيس السلطة "لكن كبار مسؤولي فتح يقولون إن أزمة عميقة نشأت بين الاثنين وأن عباس يتجاهل الشيخ".
وقال، في مقالة له: إنّ "إسرائيل" والولايات المتحدة تشعران بقلق بالغ إزاء معركة الخلافة التي قد تؤدي إلى اشتباكات عنيفة في الضفة الغربية وانتصار حركة "حماس" في الانتخابات.
الشيخ.. الخاسر الأكبر
ورأى "بن مناحيم" أن الخاسر الرئيسي من تسريب التسجيل هو الشيخ نفسه وفق ما تقوله مصادر في حركة فتح، وأن "فمه الكبير أضر به كثيرًا، وأن فرصته في أن يكون خليفة عباس قريبة من الصفر".
وذكر أنّ المستفيدين الرئيسيين من التسريب هم كبار مسؤولي حركة فتح "جبريل الرجوب ومحمود العالول وماجد فرج ومحمد دحلان".
وأشار إلى أن من بين المستفيدين أيضا توفيق الطيراوي، العضو البارز في حركة فتح، والمعارض لحسين الشيخ والمشتبه في أنه سرب وثائق من لجنة حققت في ملابسات وفاة الشهيد ياسر عرفات.
ووفق حديث "بن مناحيم"، فإن مصادر في حركة فتح قالت: "إن حسين الشيخ فقد منصبه باعتباره الذراع اليمنى لرئيس السلطة الفلسطينية وخليفته المحتمل".
ورأى أن مسؤولين كبار في حركة "فتح" قاموا بـ "عملية لاذعة" لتسجيل مقطع لحسين الشيخ سرًا قبل حوالي شهرين وسربوا التسجيل إلى حركة "حماس" لنشره، حسب قوله.
وقال "بن مناحيم": "قد لا تكون الحادثة نهاية الموضوع، وقريباً سيتم تسريب المزيد من التسجيلات الخاصة بمسؤولي فتح إلى الصحافة، عباس راضٍ تمامًا عما حدث وهناك العديد من كبار مسؤولي فتح حوله واعتمادهم عليه يزداد فقط لأنهم يتوقون إلى السلطة.. إنه يستغل أسلوب "فرق تسد" لتحقيق أهدافه".
وأضاف "أخبر عباس رفاقه المقربين أنه لم يسبق أن عيّن حسين الشيخ خلفًا له، وأن الخليفة لن يتم اختياره إلا كجزء من الانتخابات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة".
ولفت بن مناحيم إلى أنّ علاقة حسين الشيخ تضررت مع حليفه السياسي ماجد فرج، حيث يميل الأخير إلى دعم محمود العالول خلفًا لعباس.
وأشار إلى أن الشيخ بفقد مكانته كخليفة محتمل لعباس، زاد معركة الخلافة تعقيدًا، لكن المحلل الإسرائيلي رأى أن الوقت الراهن لن يكون هناك من مفر سوى اختيار خليفة لعباس عبر الانتخابات.
وقال: "هذا يعني صراعا دمويا على الأرض بين مختلف مليشيات فتح، وكذلك هناك احتمال أن يتم انتخاب المرشح المدعوم من حركة حماس والذي من الممكن أن يفوز في الانتخابات رئيسا للسلطة الفلسطينية".
ووفق حديث "بن مناحيم" فإن القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب، دعا نشطاء الحركة هذا الأسبوع إلى الاتحاد وتنحية خلافاتهم جانبًا.
وذكر أن محادثات تجري بين كبار مسؤولي حركة فتح حول تقسيم صلاحيات عباس إلى ثلاثة مناصب سيتم شغلها بشكل مؤقت من قبل هؤلاء المسؤولين حتى إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأشار إلى أن بقاء حسين الشيخ في منصبه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكوزير للشؤون المدنية، يحافظ على العلاقة مع "إسرائيل" والإدارة الأمريكية، لكنه يُعتبر "شخصية محروقة" من عباس والشارع الفلسطيني.