web site counter

توقعات بمواجهة جديدة

في ذكراها الأولى.. لِم فجّرت "الأطرش" هبة النقب؟

النقب المحتل - خاص صفا

لم يكن الانفجار الشعبي ليحدث في قرية الأطرش-سعوة بالداخل الفلسطيني المحتل في الحادي عشر من يناير/ كانون ثاني 2022 صُدفة، وإنما كان نتيجة عديد التراكمات التي تُوّجت بما عُرف "هبة النقب".

ويوافق اليوم، الذكرى الأولى للهبة الشعبية في النقب الفلسطيني المحتل، والتي اندلعت على أثر هجمة التجريف والتشجير والهدم الإسرائيلية في النقب.

وسبق الانفجار الشعبي في قرية الأطرش-سعوة، عمليات تجريف واعتداءات إسرائيلية، قوبلت بمواجهات متفرقة، كل في مكان الاستهداف، حتى صبت الجماهير جام غضبها على الاحتلال، بأراضي سعوة.

وقرية الأطرش واحدة من 45 قرية فلسطينية في النقب، تنفذ "إسرائيل" ضدها مخططًا استراتيجيًا، يهدف لاقتلاع سكانها وتهجيرهم، وتركيزهم في أقل بقعة من الأرض، لمصادرة قراهم لصالح مشاريع الاستيطان.

مخطط متكامل

وعن سبب وقوع الهبة الشعبية في النقب بقرية الأطرش، يتحدث القيادي وعضو لجان الدفاع عن الأرض بالنقب، عامر الهزيل، لوكالة "صفا"، قائلًا: "إن ما علينا معرفته بدايةً، أن هذه القرية مصنفة ضمن القرى المعترف بها بعد عام 2000".

ويقول: "إن الهجوم على قرية الأطرش العام الماضي، جاء في إطار مخطط تهويد متكامل، للاقتلاع والتشريد بشكل مكثف عبر طريقين، الأولى تهجير الناس إلى بلدات التركيز، والثانية اختراع التشجير من أجل هذا التهجير".

ويشير الهزيل إلى أن الهبة في النقب، جاءت نتاجًا لتكثيف التهجير والتجريف والتشجير في عدة مناطق ببئر السبع، على يد حكومة لابيد-بنيت السابقة.

ويضيف "استمروا في الهجمة إلى أن وصلوا إلى نقطة تماس وصدام مع الجماهير، وهنا نقصد قرية الأطرش، التي يعيش فيها نحو 70 ألف فلسطيني، وهم من لهم الفضل في هذه الهبة".

ويلفت إلى أن أهالي القرية انفجروا في وجه قوات الاحتلال، لأنها بالرغم من اعترافها بالقرية كمسطح للعيش فيه، إلا أنها تحرمهم من الاستفادة من أراضيهم، وترفض إمدادهم بالخدمات الأساسية.

ووفق الهزيل، فإن "إسرائيل" أرادت من اعترافها بقرية الأطرش، أن تكون قرية "تركيز"، أي قرية تجمع فيها عددًا من بدو قرى أخرى في النقب، تنوي تهجيرها، وكل هذا وفق استراتيجية ومخطط دقيق ومتكامل.

أوج الصدام وسببه

واستحضارًا للهبة، يقول إن: "الصدام الجماهيري حدث حول قرية الأطرش، خلال عمليات تجريف سبق وأن بدأتها سلطات الاحتلال؛ فتصدى أهل القرى لها، وهو ما جلب قطاعات شعبية كبيرة من مختلف قرى النقب ومنطقة الشمال، إلى هذا الصدام".

ووُصف الصدام في القرية بأنه "اشتباك شديد"، شارك في بدايته أكثر من 40 ألف متظاهر، وكانت قوات الاحتلال جاهزة لذلك بشكل كبير، وفق الهزيل.

ويتابع "خلال عشر دقائق فقط، هجمت قوات الاحتلال على المتظاهرين بالقناصة وبشكل عشوائي، باستخدام الرصاص المطاطي، واستخدمت الطائرات المسيّرة أيضًا في إطلاق قنابل الغاز، وهو ما تسبب بإصابة العشرات بجراح بينها خطيرة".

ويرى الهزيل أن الهمجية والعنف الإسرائيلي في التعامل مع المتظاهرين، جاء نتيجة صدمة "إسرائيل" من حجم الزحف والوجود الجماهيري في القرية.

واستمر الصدام والمواجهات لخمسة أيام بعد المظاهرة الكبرى التي تم الاعتداء عليها، واعتقلت قوات الاحتلال المئات من المتظاهرين، جميهم من الشباب والقاصرين.

شجاعة أهل القرية

ويرى الهزيل أنه "يُحسب لأصحاب أراضي الأطرش، أنهم بادروا بشجاعة إلى هذا الصدام، وبالتالي استدعوا الجماهير، حتى أن الهبة كان لها امتداد وتبعات لشهرين كاملين بعدها".

وتؤكد أحداث الهبة الشعبية في النقب، أن النضال الشعبي المكثف هو وحده الكفيل بلجم قوات الاحتلال ووقف مخططاتها وإجبارها على التراجع، وهي النتيجة التي كانت للهبة الشعبية بالنقب، كما يقول الهزيل.

ويؤكد أن التشجير والتجريف والاستيطان لن يتوقف، خاصة وأنه زاد العام الماضي بنسبة 22% عن العام الذي قبله، مضيفًا "بل إن هجمة الاستيطان كانت مضاعفة في عهد حكومة لابيد-بنيت، وهو ما يشير إلى أن التوتر والمواجهة، سيكونان القادم في النقب".

أ ج/ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام