الهولوكوست حدث فاصل في التاريخ العالمي منذ حدوثه في سياق الحرب العالمية الثانية، من حيث امتداده الجغرافي وتأثيره على جميع شرائح المجتمعات التي طالها.
ما هو الهولوكوست
هو لفظ يطلق على الإبادة الجماعية التي قام بها النازيون ضد اليهود في المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب ايضا، ولفظ الهولوكوست يعني بالألمانية المحرقة، ويشير هذا اللفظ الى المحرقة التي أمر بها أدولف هتلر الجيش الألماني بتنفيذها ضد اليهود في ألمانيا والتي تعتبر من الجرائم الإنسانية الكبرى الموجودة في هذا العالم.
ذكرى الهولوكوست
وبعد مرور بضعة عقود عليه ما زالت المجتمعات تصارع ذكرى الهولوكوست وسجله التاريخي وسط التحديات المعاصرة، والتي تضم اللاسامية، كراهية الغرباء والإبادة الجماعية التي تطل برأسها مرة تلو أخرى في أنحاء العالم، وأزمة اللاجئين المتواصلة والتهديد الذي تواجهه القواعد والقيم الديمقراطية، وهو أمر وثيق الصلة بشكل خاص حيال صعود الأنظمة ذات النمط الاستبدادي والاتجاهات الاستبدادية أو التطرفية داخل الديمقراطيات "الليبرالية".
وقد ظلت اللاسامية مستمرة بعد الهولوكوست، بل ثمة أدلة على ازديادها انتشارا، حيث يشكل تدريس الهولوكوست ودراسته منتدى لدراسة تاريخ اللاسامية وتطورها، علما بأنها عامل حيوي جعل الهولوكوست ممكن الحدوث.
ما هي دراسات الهولوكوست
هي عبارة عن مادة تثقيفية تمت اضافتها الى المناهج الدراسية حديثاً، وذلك من أجل الحديث عن الإبادة الجماعية التي اقيمت في المانيا ابان الحرب العالمية الثانية والتي نفذت ضد اليهود هناك، من أجل الوقوف على تبعات هذه الحادثة التاريخية وتأثيرها على مجرى التاريخ الإنساني.
يمكن للمعلمين في البيئات الرسمية مثل المدارس، وغير الرسمية مثل المتاحف وغيرها، إثارة فضول الطلاب بالمسؤولية القائمة على حقائق المناهج التاريخية المستقاة من مجالات تخصصية أخرى.
لماذا يدرس الهولوكوست
دراسة الهولوكوست تعتبر حيوية لمساعدة الطلاب على اكتساب المعرفة والفهم الضروريين لحفظ الذكرى بأسلوب هادف في الوقت الحاضر ومواصلة هذه الممارسة مستقبلا.
يمكن لمثل هذه الدراسة دفع الطلاب إلى تطوير فهمهم للآليات والعمليات المؤدية إلى الإبادة الجماعية، ما سيجعلهم يفكرون في أهمية دور القانون والمؤسسات الديمقراطية. وهذا سيمكنهم من التعرف على الظروف القادرة على تهديد هذه النُّظم أو تآكلها ثم التمعن في دورهم هم في تحمل مسؤولية ضمان بقاء هذه المبادئ، بهدف منع انتهاكات حقوق الإنسان التي يمكن أن تتحول فجأة الى فظائع جماعية.
من الممكن أن يستعين الطلاب بمختلف الأدوات المستخدمة للترويج للاسامية والكراهية بما في ذلك الخطاب الخطر والدعاية والتلاعب الإعلامي والعنف الموجه ضد مجموعات دون غيرها في سعيهم لفهم الآليات التي تم اللجوء إليها بهدف بث التفرقة في المجتمعات.
الهدف من إدراج دراسات الهولوكوست
رغم أن الهولوكوست فريد من نوعه من حيث الزمان والمكان، إلا أنه كان حدثاً بشريّا يثير أسئلة صعبة حول المسؤولية الفردية والجماعية، ومعنى المواطنة النشطة، النُّظم والمعايير الاجتماعية التي يمكن أن تتحول الى خطر يهدّد فئات معينة والمجتمع ككل.
لقد أظهر الهولوكوست كيف تستطيع دولة استغلال نُظمها البيروقراطية، عملياتها وخبراتها الفنية بالتزامن مع تجنيد شرائح من مجتمعها لتطبيق سياسات خلال فترة من الزمن تتراوح بين الإقصاء، التفرقة والإبادة الجماعية.
ولقد تحول الهولوكوست في بلدان كثيرة إلى موضوع أو شعار في الثقافة الشعبية والخطاب السياسي، كثيرا ما يظهر في العرض الإعلامي، ومن شأن تدريس ودراسة الهولوكوست أن يساعدا الطلاب على ملاحظة التشويه وعدم الدقة عندما يُلجأ إلى استغلال الهولوكوست كحيلة خطابية في خدمة أجندات اجتماعية، سياسية وأخلاقية.