في مثل هذا الشهر من العام الماضي، اندلعت الهبة الشعبية في النقب الفلسطيني المحتل، على أثر هجمة استيطانية وتجريف وتحريش، تعرض له النقب.
وشهدت قرية سعوة- الأطرش في النقب ذروة الهبة الشعبية في الحادي عشر من يناير، واشتعل فتيلها بعد ثوران الجماهير الفلسطينية في النقب والداخل، بوجه جرافات الاحتلال أثناء اقتحام القرية لتجريفها وتهجير سكانها.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الجماهير المحتجة وقوات الاحتلال التي تواجدت بكثافة كبيرة في القرية.
وأصيب العشرات من المتظاهرين جراء اعتداء قوات الاحتلال على الاحتجاجات في النقب بالخيول والقنابل والأسلحة، كما اعتقلت المئات من المتظاهرين خلال وبعد الهبة، ولا يزال عدد منهم رهن المحاكمات، على غرار معتقلي هبة الكرامة التي اندلعت بمايو عام 2021.
وبلغ عدد معتقلي الهبة الشعبية في النقب بيناير ما يزيد عن 200 معتقل، وكان ثلث المعتقلين من القاصرين، ومن بينهم فتيات.
وعقب الاحتجاجات في قرية الأطرش، حشدت الحراكات الشبابية والأحزاب والحركات الوطنية في أراضي 48 الفلسطينيين لمظاهرات استمرت ما يقارب أسبوعين، احتجاجًا على ما يتعرض له النقب، وضد حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال في قراه.
واستمرت الهبة الشعبية في النقب حتى ما بعد مارس من العام الماضي، حينما عادت جرافات الاحتلال لاقتحام قرية الأطرش، وتنفيذ عمليات تجريف وتحريش فيها.
ولا تزال الأوضاع بالنقب متوترة، وعمليات التجريف والتحريش متواصلة في العديد من قراه، خاصة الـ42 قرية مسلوبة الاعتراف.
ويواجه النقب تحديًا كبيرًا، في ظل مخططات استيطانية تضعها حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو للاستيلاء على ما تبقى من أراضيه، في وقت صادقت فيه الحكومة السابقة على إقامة ما يزيد عن 12 مستوطنة جديدة فيه.
وقد تتجدد المظاهرات في النقب بحال تم تنفيذ المخططات والصفقات الإسرائيلية بين الأحزاب المشاركة في الحكومية الجديدة، والتي تم الكشف عنها مؤخرًا، وتتركز على تهويد النقب والمثلث.