لم يكد يمر يومان على بث حلقة برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة الفضائية حول مجموعات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، حتى تسربت أنباء عن قيام السلطة بوضع المقاتل في "عرين الاسود" عدي العزيزي رهن الاعتقال.
ورغم تضارب الأنباء حول ملابسات عملية اعتقاله، إلا أن عملية الاعتقال هذه جاءت لتعزز ما جاء في تلك الحلقة من محاولات حثيثة تبذلها السلطة للضغط على المقاومين لتسليم أسلحتهم تارة بالترغيب وتارة بالترهيب والاعتقال.
وبعد تسريب نبأ اعتقال العزيزي، حاولت السلطة الترويج لإشاعة مفادها أنه هو صاحب الشخصية التي ظهرت في برنامج "ما خفي أعظم" تحت اسم "أبو فلسطين" بهدف إثارة البلبلة وضرب صورة مجموعة "عرين الأسود".
ولهذا سارعت "عرين الأسود" لدحض هذه الإشاعة، والتأكيد في بيان لها أنَّ شخصية "أبو فلسطين" غير مكشوفة على الإطلاق، رافضة إلصاق هذا المسمى بأي شخص، حتى لا يتم الحصول على أي معلومة.
وفي حلقة "ما خفي أعظم" تم الكشف عن عروض قدمتها السلطة لمقاتلي "عرين الأسود" لتسوية ملفاتهم عبر تسليم سلاحهم مقابل الحفاظ على حياتهم.
وأكد "أبو فلسطين" أن السلطة عرضت عليهم تفكيك عرين الأسود وتسليم أنفسهم.
وقال: إن "التسليم هو قرار شخصي، ومن يتركنا يأتي عشرة مقاتلين ليحلوا مكانه، أنا كمقاتل لن أسلم نفسي".
وأشار إلى أن من بين العروض التي تقدم لكل مقاتل شراء بندقيته وإعطاءه سيارة بدلا منها، ودفعة من قسط شقة أو ثم شقة كاملا، وتفريغ على الأجهزة الأمنية.
وفي حديثه لمعد البرنامج أقرّ محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب أن السلطة تبذل جهودا كبيرة لإنهاء المجموعات المقاومة، بدعوى الحرص على أروح أفرادها.
وقال: "نبذل جهدا في الميدان للحفاظ على أرواح كل أبناء شعبنا بمن فيهم المطاردين للاحتلال"، رافضا الكشف عن أشكال هذا الجهد وآلياته.
وتحاول السلطة عبر أجهزتها الإعلامية الترويج أن ما تقوم به يندرج في إطار الحفاظ على حياة المقاومين.
وعند اعتقال الأجهزة الأمنية للقيادي في عرين الأسود مصعب اشتية في سبتمبر الماضي، روجت بأنه سلم نفسه طواعية للأجهزة الأمنية لحماية نفسه، وهو ما نفته عائلته حينها.
وفي حديث صحفي إذاعي سابق لمحافظ نابلس إبراهيم رمضان، قلل من قيمة ما تقوم به هذه المجموعات من مقاومة مسلحة ووصفها بالانتحار.
واعتبر أن العمل العسكري لا جدوى منه الآن بسبب الفجوة الكبيرة بين التسليح الفلسطيني والإسرائيلي، وأن البديل هو المقاومة الشعبية.
وقال: "نحن أقوى بإرادتنا وتصميمنا على تحقيق ما نريد وليس على الانتحار".
وأقر بأنه اجتمع مع المقاومين في البلدة القديمة نحو 4 مرات وعرض عليهم حمايتهم من خلال التوصل إلى حل مع الجانب الآخر (الاحتلال) وأنه ليست هناك مشكلة في ذلك.
وأظهر استخفافا بطريقة تفكير المقاومين، وحاول تصويرهم كأطفال طائشين، قائلا: "إذا هم مش خايفين على حياتهم أنا خايف على حياتهم.. هم أولاد ولا يدركون المعنى الحقيقي لقيمة دمهم الغالية".
وقال إنه مقتنع بضرورة إنقاذهم حتى لو كانوا غير مقتنعين بذلك، وأنه يتمنى ألا يصل إلى مرحلة يتم فرض ذلك عليهم.
وأضاف "أنا عندي استعداد الآن أجيبهم من الحارة التحتا (البلدة القديمة) وليقولوا عني جاسوس وعميل".
واعتبر أن ما يقوم به هو محاولة لحمايتهم وحماية الجميع وإعفاء نابلس من ردود فعل فيها الكثير من السوء.