دعت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، يوم الأحد، لتعزيز الوحدة الوطنية وخيار المقاومة لمواجهة مخاطر حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة، التي يرأسها بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك خلال صالون سياسي نظّمته الدائرة السياسية في حركة المجاهدين ومركز إيلياء للدراسات والبحوث السياسية بمدينة غزة، تحت عنوان "سبل مواجهة برنامج الحكومة الصهيونية المتطرفة"، وسط حضور ممثلين عن الفصائل ووجهاء ومخاتير، ومراسل وكالة "صفا".
وقال مسؤول "ساحة الضفة" في حركة المجاهدين نائل أبو عودة: "إن اللقاء مهم للتباحث سياسيًّا ووطنيًا حول تداعيات تشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة، على الشأن الفلسطيني، وكيف يمكن مواجهة هذه التحديات".
وحذّر أبو عودة من خطورة حكومة الاحتلال التي تضم المؤسسة الدينية والأحزاب اليمينية وتريد اجتثاث شعبنا وتدميره، مشددًا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية كمدخل حقيقي لمواجهة هذه المخاطر.
الوحدة الوطنية
وأكد القيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان أن شعبنا بحاجة للوحدة الوطنية، في وجه حكومة إرهابية إسرائيلية أكثر تطرّفًا وعنصرية وفاشية في تاريخ الكيان.
وقال رضوان: "إن المطلوب اليوم لمواجهة هذه المخاطر تحقيق الوحدة الوطنية فهي الضمانة لمواجهة كل المخططات الإسرائيلية"، موجّهًا رسالة إلى الرئيس محمود عباس بأنه "آن الأوان لتحقيق الوحدة ونبذ كل أشكال الخلافات؛ لأننا نواجه عدوًا مجرم يستهدف الإنسان والأرض والمقدسات".
ودعا "السلطة لرفع يدها عن المقاومة للدفاع عن أبناء شعبنا، والتحرك، على الصعيد الدولي، لتدويل قضية الأسرى، وملاحقة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.
وطالب رضوان فصائل المقاومة والقوى الوطنية بالاتفاق على استراتيجية وطنية قائمة على أساس الثوابت والمواجهة الشاملة، مشددًا على ضرورة توسيع الاشتباك مع الاحتلال.
من جهته، أوضح القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تمثّل الوجه الحقيقي للاحتلال؛ "لذا لا بد من تضافر الجهود وتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة هذا المخاطر".
ودعا حبيب لضرورة ترتيب البيت الفلسطيني، والتوافق على برنامج مقاوم، "فليس أمامنا من خيار إلا المقاومة؛ فكل الخيارات ثبتت فشلها؛ والوحدة على صعيد المقاومة هي الكفيلة بإفشال مخططات العدو".
خيار المقاومة
وأوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ماهر مزهر أنه "إذا لم يكن شعبنا موحّدًا أمام هذه الحكومة الإسرائيلية، فإن مشروعنا الوطني سينتهي"، مؤكدًا أن الخطوة الأولى للسير في هذا الاتجاه تكمن بيد الرئيس محمود عباس.
وقال مزهر: "على الرئيس أن يدعو الأمناء العامين للفصائل للاجتماع ومناقشة التحديات التي تعصف بقضيتنا ومواجهة المخاطر الإسرائيلية"، مشددًا على أهمية الاتفاق على برنامج مقاوم لدحر الاحتلال.
وأضاف "الاحتلال لا يفهم إلاّ هذه اللغة، يجب أن تكون معركة مفتوحة مع الاحتلال؛ وأوسلو لم تجلب لنا شيئًا على مدار 29 عامًا".
وطالب مزهر بتشكيل قيادة وطنية موحّدة لشعبنا، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير لتصبح كيانًا وطنيًا جامعًا يضم الكل الوطني بمشاركة الفصائل كافة، داعيًا لوقف التنسيق الأمني، وكل أشكال الاستدعاءات والملاحقات للمقاومين.
وأضاف "بدون وحدة وطنية وإنهاء الانقسام والعودة لمشروع المقاومة ووقف كل أشكال العمل مع هذا الكيان؛ لن يكون لنا عزة أو كرامة، ومن يراهن على المفاوضات العبثية يذهب باتجاه الضياع".
من جهته، أكد القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أنه من الصعب والمستحيل أن نجابه سياسات الاحتلال على الأرض ووقف مخاطرها في ظل نظام سياسي مترهّل، والرهان على ما تبقى من اتفاق أوسلو.
وشدد أبو ظريفة على أنه لا يمكن مجابهة الاحتلال إلاّ عبر إصلاح النظام السياسي الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على برنامج نضالي مقاوم.
وأكد أهمية تصعيد المواجهة والاشتباك مع الاحتلال في نقاط التماس كافة، قائلًا: "تعالوا نتفق على الأداة والوسيلة التي يمكن من خلالها المواجهة عبر قيادة وطنية موحّدة".