تحدث الأسير المُحرر كريم يونس عن الليلة الأخيرة له في السجن عقب انتهاء محكوميته البالغة 40 سنةً، ورسالة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح يونس، في تصريحات للصحفيين من أمام المقبرة بعد زيارته والديه اللذين توفيا وهو في السجن، أن إدارة السجون اقتحمت غرفته ليلًا ونقلته بشكل مفاجئ إلى الخارج.
وقال، وفق متابعة وكالة "صفا": "نقلوني من مركبة إلى أخرى، وهو ما زاد انفعالي حتى تركوني عند محطات الباصات وطلبوا مني التوجه من خلالها إلى عارة (مكان سكنه)".
وأضاف "وجدت بعض العمال الفلسطينيين واتصلت بأهلي من هواتفهم حتى وصل أشقائي".
وأكد يونس أن لديه "استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا"، مشددًا على أن "هذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى، وعزاؤنا أنهم متحدون أمام همجية الاحتلال".
وأشار إلى أنه ترك خلفه الكثير من الأسرى، بعضهم "يحمل الموت على أكتافه".
وعن شعوره لحظة تحرره، قال يونس: "لم أشعر بأي شيء حاليًا، ولا يوجد بداخلي ما أشعر به. لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري. اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس، وقد أتعود على ذلك مع الأيام المقبلة".
وأكد أن "شعبنا بأكمله يستحق كل تعظيم سلام، وأسرانا يدعون للوحدة الوطنية لأنها قانون الانتصار".
وأفرجت قوات الاحتلال، فجير الخميس، عن الأسير يونس في مدينة "رعنانا" داخل الأراضي المحتلة، بعيدًا عن منزل عائلته ومكان استقباله في عارة.
وكان يونس واحد من 25 أسيرًا اعتُقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، ورفض الاحتلال على مدار عقود الإفراج عنهم.
وتعرض يونس لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديده لاحقًا بمدة 40 عامًا.
وفي عام 2013، وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده الحاج يونس، وبقيت والدته الحاجة (صبحية) تنتظم في زيارته في معتقل "هداريم"، حتى وفاتها في مايو/ أيار 2022، أي قبل سبعة أشهر من تحرره.
وعلى مدار 40 عامًا، شارك يونس في المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام.
ويوسف فضل يونس ولد في 24 ديسمبر/ كانون أول 1956، بقرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بفلسطين المحتلة.
واعتقل جيش الاحتلال يونس وهو على مقاعد الدراسة بتاريخ 1 حزيران/ يونيو 1983، وكان أقدم أسير في العالم.