قال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات، الأربعاء، إن مطالب "جماعات الهيكل" المزعوم بشأن المسجد الأقصى تشكل خطوة استباقية تهدف إلى تغيير الواقع والقداسة الإسلامية في المسجد، وتهيئة لموضوع فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.
وأكد بكيرات في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن "هذه المطالب جنونية وعنصرية، ليست سهلة، فهم يطلبون الكثير من أجل الحصول على القليل، ويريدون وضع العربة أمام الحصان".
وأضاف، "ننظر لهذه المطالب على أنها استباقية تستهدف تغيير الواقع الديني والتاريخي في المسجد الأقصى، وهي مطالب حكومية جدية، لأن الذين يُقدمونها لا يمثلون أنفسهم بقدر ما يمثلوا حكومة الاحتلال، ولا يمكن أخذها على أنها فقاعات إعلامية".
ويوم الأربعاء، قالت مصادر عبرية إن الأمن الإسرائيلي سيدرس قريبًا جملة طلبات قدمتها "جماعات الهيكل" المزعوم للحكومة الجديدة المتطرفة، ومن أبرزها ضرورة فتح بوابات المسجد الأقصى كافة أمام اقتحامات المستوطنين يوميًا.
مخاطر كبيرة
وحذر بكيرات من أن حكومة الاحتلال تنتظر الفرصة المناسبة، لأجل تنفيذ هذه المطالب على أرض الواقع، كما حدث حينما جرى السماح للمستوطنين بأداء الصلوات التلمودية داخل الأقصى، و"السجود الملحمي"، وبعض الرموز التوراتية.
وقال: "علينا أن ننظر بعين الخطورة لمطالب جماعات الهيكل، لأنها تريد تغيير الوضع الراهن في الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، لذلك يجب أن يكون هناك موقف كبير وحازم إزاء هذه المطالب والاقتحامات المستمرة للمسجد".
وطالب بكيرات بضرورة وقف الاقتحامات، وأن نفهم بأن "العبث بالأقصى وتغيير الواقع فيه سيفجر حربًا دينية فعلية وليست مجرد كلام، لأن رفع وتيرة الانتهاكات يشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين، ولا يمكن السكوت على ذلك".
وتابع، "آن الأوان للدول العربية والإسلامية أن تتحرك بشكل فعلي وجاد، وأن تخرج عن صمتها واستنكارها لما يجري في المسجد الأقصى إلى حيز الفعل، وبدلًا من التطبيع مع الاحتلال، أن تعمل على محاكمته".
ودعا رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، أبناء الشعب الفلسطيني للالتفات حول قضية الأقصى، وضرورة الحشد والرباط فيه باستمرار، لإفشال كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه.
وحذر بكيرات من خطورة المرحلة المقبلة وما قد يحدث في المسجد الأقصى، قائلًا: إن "هذه المرحلة ستشهد صراعًا سياسيًا وصدامات قد لا تتوقف عند الوضع الفلسطيني، وإنما تمتد شرارتها إلى الواقع الإقليمي والعالمي".
وكانت "جماعات الهيكل" المزعوم افتتحت العام 2023، بجملة من المطالب التي تستهدف المسجد الأقصى، في محاولة لتحقيق أطماعها، باعتبارها هدفًا استراتيجيًا تسعى لإنجازه في عهد وزير الأمن القومي الجديد إيتمار بن غفير.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الأمن سيدرس المطالبات التي قدّمتها الجماعات لوزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير"، بهدف فتح بوابات الأقصى كاملة أمام الاقتحامات، وفي كل الأيام، بما في ذلك الأعياد والسبت.
وقالت إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اتفق مع "بن غفير" على اشتراط أي تغيير في الأقصى بموافقته.
وتقتحم الجماعات المتطرفة حاليًا باحات الأقصى من باب المغاربة فقط، وخلال خمسة أيام في الأسبوع (الأحد – الخميس)، لمدة نحو ثلاث ساعات صباحًا وساعة بعد الظهر.
وتطالب بعدم تقييد الاقتحامات ضمن مجموعات، والسماح لمستوطنين أفراد بالاقتحام والتجول بشتى مناطق المسجد الأقصى بدلًا من الباحات فقط، كما تطالب بالاعتراف بالأقصى كـ"مكان مقدس لليهود"، وفتحه طيلة الأيام للاقتحامات، وإحداث تغيير في عمليات تفتيش المستوطنين على مداخل الأقصى.